بعد انتفاضتها ضد الانتقالي.. أبين تُغلق البوابة الشرقية لعدن: تصعيد ميداني يكشف عمق الانقسام الجنوبي..!

5٬883

أبين اليوم – خاص 

أعادت محافظة أبين إغلاق البوابة الشرقية لمدينة عدن، المعقل الرئيسي للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات والداعي لانفصال جنوب اليمن، في خطوة تعكس تصاعد المواجهة بين القوى الجنوبية المتنافسة.

وأقدم مسلحون قبليون على قطع الخط الرابط بين عدن والمحافظات الشرقية، محتجزين عشرات القاطرات المحمّلة بالغاز القادمة من مأرب، في منطقة العرقوب حيث تنتشر قوات موالية للرئيس الأسبق عبد ربه منصور هادي.

وبحسب مصادر قبلية، لم تتضح بعد المطالب المباشرة للمسلحين، إلا أن توقيت هذه الخطوة يأتي ضمن سياق تصعيد جديد بين أبين والمجلس الانتقالي، بدأ مطلع الأسبوع بتظاهرات مناهضة للانتقالي في عاصمة المحافظة زنجبار.

وتمكنت فصائل تابعة للانتقالي، قدمت من الضالع ويافع، من قمع تلك الاحتجاجات بالقوة واعتقال العشرات من المشاركين.

ورغم أن المحتجين رفعوا مطالب خدمية، إلا أن دلالات التوقيت تشير إلى أن التحركات تندرج ضمن الصراع الجنوبي المتجذر منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث تسعى قوى أبين، التي شكّلت محطة مفصلية في تاريخ الجنوب، إلى مقاومة محاولات إخضاعها بالقوة من قبل خصومها.

ومن شأن احتجاز قاطرات الغاز أن يفاقم الأزمة الخدمية والمعيشية التي تعاني منها عدن، في وقت تواصل فيه أبين، إلى جانب محافظات جنوبية أخرى، رفض الانخراط في مشروع المجلس الانتقالي الذي يسعى لاحتكار تمثيل الجنوب على حساب بقية القوى.

تحليل:

تكشف خطوة إغلاق البوابة الشرقية لعدن عن انتقال الصراع الجنوبي من حالة التوتر السياسي إلى أدوات الضغط الميداني والاقتصادي، حيث لم تعد الخلافات محصورة في الخطاب أو التظاهرات، بل امتدت إلى شرايين الإمداد الحيوية.

أبين، بثقلها التاريخي والسياسي، تبدو اليوم في موقع المواجهة المباشرة مع مشروع الانتقالي القائم على فرض تمثيل أحادي للجنوب، وهو ما يهدد بإعادة إنتاج صراعات جنوبية قديمة بصيغ أكثر حدة.

ومع احتجاز قاطرات الغاز، تتحول عدن إلى رهينة لهذا الصراع، ما يعمّق الأزمات المعيشية ويكشف هشاشة الواقع الجنوبي، ويؤكد أن مشروع التفرد بالقرار لا يولّد استقرارًا، بل يوسّع دائرة الانقسام ويفتح الباب أمام انفجارات داخلية أشد خطورة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com