“لندن“| تحقيقات استقصائية: شركات بريطانية تجند مقاتلين أجانب للقتال في اليمن والسودان..!
أبين اليوم – لندن
كشفت تحقيقات استقصائية أجرتها صحيفة الجارديان البريطانية عن نشاط جهات داخل المملكة المتحدة في إنشاء شركات وهمية تُستخدم كواجهات قانونية لتجنيد مرتزقة وإرسالهم إلى بؤر الصراع في اليمن والسودان، بتسهيل مباشر من الحكومة البريطانية.
ووفق التحقيق، يأتي هذا النشاط ضمن إطار تحالف يضم الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي والسعودية والإمارات، بهدف تثبيت النفوذ الإقليمي لهذه الأطراف.
وأوضح التقرير أن هذه الشركات تعمل تحت أغطية تجارية وقانونية لاستقطاب مقاتلين أجانب، في مقدمتهم مرتزقة كولومبيون، جرى إرسالهم إلى اليمن للمشاركة في العمليات العسكرية التي تقودها السعودية والإمارات، قبل أن يُنقل بعضهم لاحقًا إلى السودان للقتال إلى جانب “قوات الدعم السريع”، المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
وأشار التحقيق إلى اعتماد الإمارات الواسع على المرتزقة في مناطق نفوذها، حيث يُكلفون بمهام تشمل التدريب العسكري وتشغيل الطائرات المسيّرة واستخدام الأسلحة الموجهة، ضمن منظومة منظمة لتطبيق أجندات القوى الغربية والإقليمية ميدانيًا.
كما أبرز الدور البريطاني كعنصر فاعل في هذا التحالف، في سياق دعم مشروع السيطرة على اليمن واستغلال موارده، مع توظيف المرتزقة لضمان تنفيذ الاستراتيجية، في ظل استمرار التدخل الخارجي وتفاقم الفوضى بين الفصائل الموالية للتحالف، ضمن هوامش تضبطها واشنطن لكل من الرياض وأبوظبي.
تحليل:
يضع هذا التحقيق الدور البريطاني في قلب منظومة التدخل غير المباشر، حيث يجري تحويل الشركات الوهمية إلى أدوات حرب موازية تُدار من خلف واجهات قانونية.
اعتماد التحالف الغربي–الإقليمي على المرتزقة يعكس رغبة في تقليل الكلفة السياسية والقانونية للتدخل المباشر، مع الإبقاء على السيطرة الفعلية على مسارات الصراع.
وفي اليمن، يساهم هذا النمط في تعميق التفكك، ويُبقي الجنوب ساحة مفتوحة لتجارب النفوذ وتصفية الحسابات بين وكلاء متنافسين، بينما تُدار الفوضى ضمن سقف مرسوم أمريكيًا يوازن بين طموحات الرياض وأبوظبي. النتيجة هي إطالة أمد الصراع، وتكريس نموذج الحروب بالوكالة، بما يهدد السيادة ويُقوّض أي أفق حقيقي للاستقرار.