“تقرير“| المأزق الأمريكي باليمن يتضخم مع ضرب عصب القوة فهل تلجأ لجر الإقليم للمواجهة..!
أبين اليوم – تقارير
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي بدأ مهمته في البيت الأبيض متوحشاً في وجه القوى العالمية أكانت كبيرة أو صغيرة يفقد هيبته ونرجسيته رويداً ويكاد كبرياؤه يندثر تحت وطأة صواريخ ومسيرات اليمن، فهل يتخذ منحى دبلوماسي ام يوغل بجر الإقليم لحرب واسعة انتقاماً لأساطيله؟
منذ اللحظة الأولى لوصوله البيت الأبيض ظلت اليمن او بالأحرى من يصفهم بـ”الحوثيين” الهاجس الأكبر للرئيس ترامب، ولم يتأخر كثيراً بإعادة توقيع أمر تنفيذي سابق يتضمن تصنيف الحركة على لائحة الإرهاب بل وسع ذلك بإعلان عدوان عسكري واسع على اليمن وبشكل منفرد وكان يتوقع انتصاراً سهلاً، وقد حشد البوارج وحاملات الطائرات وحتى القاذفات الاستراتيجية واستعرض الثالوث النووي.
بالنسبة للعالم فهذه القوة ضد بلد بالكاد يترنح بفعل حرب وحصار مستمر قد تنهيه بأول ضربة، وكذلك الأمر بالنسبة لترامب الذي كان يتوقع ان تسهل مهمته بالبلد المنهك اقتصادياً وعسكرياً في جباية تريليون دولار من السعودية وضعفها من الامارات الحليفتان في الحرب على اليمن..
لكن الوضع يبدو أكثر تعقيداً، فالرئيس الأمريكي لم يستطيع حتى اللحظة من زيارة المملكة واكبر هواجسه ان يلقى مصرعه بصاروخ يمني سواء بالجو او على الأرض وقد وضع على رأس قائمة الأهداف اليمنية بفعل دوره السابق باغتيال ابرز القيادات وهو الرئيس السابق صالح الصماد.
والأهم ان القوة الأمريكية التي سعى ترامب لاستعادة هيبتها بعد نحو عام من اغراقها بوحل البحر الأحمر ومثلث اليمن البحري وصولاً إلى المحيط الهندي تتلاشى مجدداً وقد أصبحت “ترومان” وحادثة استدراتها او بالأحرى فرارها من نيران “الحوثيين” كما تسميه الدفاع الامريكية إضافة على اسقاط مقاتلة بقيمة 60 مليون دولار حديث الاعلام حول العالم ووضعت مستقبل الهيمنة الامريكية على المحك.
فعلياً.. استنفدت أمريكا لكافة قواتها العسكرية في اليمن مبكراً مع بدء نقاشات حول تمويل جديد للعملية وسط انتقادات واسعه لفشلها، اذ كانت تعتقد بأن الأمر لن يأخذ اكثر من 30 يوماً وينتهي أمر اليمنيين، لكن وقد تجاوزت الفترة ضعفها وقلب اليمن للطاولة بضرب عصب القوة البحرية فذلك يستدعي مراجعة أمريكية لخياراتها في اليمن.
بالتأكيد تتحدث أمريكا عن بدء المراجعة، لكنها لم تحسم ما اذا كان الخيار مزيد من التصعيد ام التهدئة، والواضح في الأمر ان ترامب الذي رفع شعار “أمريكا أولا” واقصى حلفاء بلاده مع شنه حرباً تجارية ضدهم، بات يتلمس دعمهم بأي ثمن، وهاهو يعيد بريطانيا للخدمة ويضغط على اطراف إقليمية ، وكل هدفه انقاذ سمعة أمريكا وقوتها الضاربة في البحر وقد التهمت الطعم وسقطت بوحل الاستنزاف وتكاد تخسر ما حققته خلال تفوق في الحرب العالمية الثانية.