“حضرموت“| بن حبريش يفاجئ الانتقالي باستعراض كبير من وسط الهضبة النفطية ويكذّب ادعاءاته بالسيطرة على الوادي..!
أبين اليوم – خاص
فجّر رئيس حلف قبائل حضرموت، عمرو بن حبريش، مفاجأة سياسية وميدانية، السبت، بظهوره العلني وقيادته استعراضًا واسعًا لأنصاره من عمق الهضبة النفطية، في وقت كان فيه المجلس الانتقالي الجنوبي يروّج لاستكمال سيطرته على وادي وصحراء حضرموت.

وأقام بن حبريش احتفالًا جماهيريًا كبيرًا بمناسبة ذكرى تأسيس حلف القبائل، بمشاركة قيادات ميدانية وقبلية بارزة، في مديرية غيل بن يمين، التي تُعد نقطة وصل استراتيجية بين الساحل والوادي، ومحاذية لمديريات القطن والعبر، حيث تتمركز فصائل موالية للسعودية بدأت تحركاتها الميدانية الأسبوع الماضي.
وخلال كلمته، نفى بن حبريش بشكل قاطع سيطرة الفصائل المدعومة إماراتيًا على مديريات وادي وصحراء حضرموت، مؤكدًا أن الواقع الميداني يتناقض تمامًا مع ما يروّج له “الإعلام المغالط”، في إشارة مباشرة إلى خطاب المجلس الانتقالي.
وأضاف أن القضية الحضرمية باتت “على مشارف النصر”، موجّهًا شكره للمملكة العربية السعودية على دعمها السياسي والإعلامي، ومجددًا التمسك بالاتفاق القائم مع السلطة المحلية في المحافظة.
واعتبر بن حبريش أن أعمال القتل والتخريب التي شهدتها بعض المناطق تثبت أن مرتكبيها لا يحملون مشروعًا سياسيًا حقيقيًا، مؤكدًا أن تلك الممارسات كشفت أن رصيدهم الشعبي في حضرموت بات صفريًا.
كما أعلن تأييده الواضح لمطلب الحكم الذاتي لأبناء حضرموت، مشددًا على أن الحضارم ملتفون حول قضيتهم وقرارهم المستقل.
ويُعد هذا الظهور الأول لبن حبريش منذ إعلان المجلس الانتقالي، قبل أسبوعين، استكمال سيطرته على وادي وصحراء حضرموت، وهو ما يضفي على ظهوره دلالات سياسية وميدانية بالغة الأهمية.
ويأتي هذا التحرك في توقيت حساس، بالتزامن مع استعدادات سعودية لتصعيد عسكري محتمل من جهة الحدود، ما يُعد رسالة مباشرة للفصائل الإماراتية بأن سيطرتها على الأرض ليست سوى ادعاء إعلامي، وأنها قد تواجه حصارًا من عدة اتجاهات في حال اندلاع المواجهة.
تحليل:
يمثل ظهور عمرو بن حبريش في هذا التوقيت تحوّلًا نوعيًا في معادلة الصراع داخل حضرموت، إذ لم يعد المشهد محصورًا بين الفصائل المسلحة المتنازعة، بل دخل العامل القبلي المنظم كقوة ميدانية وسياسية قادرة على نزع شرعية “الإنجازات” التي يروّج لها المجلس الانتقالي.
اختيار غيل بن يمين، الواقعة على خطوط تماس استراتيجية بين الوادي والساحل، لم يكن
تفصيلًا عابرًا، بل رسالة بأن الانتقالي لم ينجح في كسر العمق القبلي أو فرض سيطرة حقيقية خارج نقاط انتشار محدودة.
في الوقت ذاته، يعكس الخطاب المتقاطع لبن حبريش مع الموقف السعودي تشكّل تقاطع مصالح واضح في مواجهة المشروع الإماراتي، ما ينذر بأن أي تصعيد قادم لن يكون ثنائيًا، بل متعدد الجبهات.
ومع اتساع حضور الفاعلين المحليين، تتآكل قدرة الفصائل المسلحة على فرض أمر واقع بالقوة، وتبرز حضرموت مجددًا كرقم صعب لا يمكن إخضاعه دون كلفة سياسية وميدانية باهظة.