الجارديان: تحذيرات سعودية للانتقالي بغارات جوية إذا لم ينسحب من حضرموت والمهرة..!
أبين اليوم – خاص
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، الخميس، عن تلقي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا تحذيرات باحتمال تعرضه لغارات جوية سعودية، في حال رفضه الانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة، في تطور يعكس تصاعد التوتر داخل معسكر التحالف.
وأفادت الصحيفة بأن نحو 20 ألف جندي مدعومين من السعودية يتمركزون قرب الحدود اليمنية، في ظل ضغوط متزايدة على المجلس الانتقالي للتراجع عن المكاسب الميدانية التي حققها خلال الشهر الماضي في محافظة حضرموت، ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية.
وبحسب التقرير، فإن قوات مدعومة تسليحيًا وماليًا من السعودية، وعلى رأسها مليشيا “درع الوطن”، تتركز في منطقتي الوديعة والعبر القريبتين من الحدود السعودية، فيما تلقى الانتقالي في المقابل تأكيدات باستمرار الدعم الإماراتي، ما يرفع من احتمالات اندلاع مواجهات مباشرة بين قوى موالية للرياض وأخرى لأبوظبي.
وفي السياق ذاته، نقلت الجارديان عن القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، عبدالرزاق الهجري، تأكيده أن الدعوات المطالبة بانسحاب المجلس الانتقالي من حضرموت مرشحة للتوسع خلال الفترة المقبلة.
واتهم الهجري قوى غير نظامية بالخروج عن سلطة الدولة وغزو محافظات كانت مستقرة وآمنة، معتبرًا أن ذلك تسبب في نشر الفوضى، ومشيرًا إلى أن حضرموت تتمتع بتاريخ طويل من الخصوصية والاستقلال، وأن قياداتها السياسية والقبلية البارزة تطالب برحيل المجلس الانتقالي.
كما أكد أن السعودية مصممة على إخراج هذه القوات وإعادتها إلى مناطقها السابقة، محذرًا من أن استمرار تفكيك الحكومة الشرعية لن يخدم سوى جماعة الحوثي، التي وصفها بالمستفيد الأول من تعميق الانقسامات داخل المعسكر المناهض لها.
تحليل:
تكشف تسريبات الجارديان عن انتقال الخلاف السعودي–الإماراتي في اليمن من مستوى التنافس غير المعلن إلى حافة الصدام المكشوف، خصوصًا في المحافظات الشرقية ذات الأهمية الجيوسياسية العالية.
فحضرموت والمهرة لم تعودا مجرد ساحات نفوذ محلية، بل تمثلان خط الدفاع الأخير للأمن السعودي وحدوده الشرقية، ما يفسر الحزم المتزايد تجاه تمدد الانتقالي المدعوم إماراتيًا.
في المقابل، يعكس تمسك الانتقالي بدعم أبوظبي إصرار الإمارات على تثبيت موطئ قدم طويل الأمد شرق اليمن، حتى ولو كان ذلك على حساب وحدة معسكر التحالف.
أما حزب الإصلاح، فيحاول توظيف هذا التناقض لتعزيز حضوره السياسي والقبلي في حضرموت، إلا أن النتيجة النهائية لهذا الصراع تبقى واحدة: تعميق الانقسام داخل ما يُسمى بالشرعية، وفتح المجال أمام إعادة تشكيل المشهد اليمني بما يخدم مشاريع التفكيك، ويمنح صنعاء هامشًا أوسع للمناورة السياسية والعسكرية.