“تقرير“| ارتفاع قيمة العملة في المحافظات الجنوبية والشرقية.. هل هي بداية التعافي أم مجرد هدوء يسبق العاصفة..!

6٬883

أبين اليوم – خاص 

تقرير/ عبده بغيل:

من وسط دخان الإطارات المحترقة وهتافات الغضب التي تصدح في شوارع عدن وحضرموت، شهدت العملة المحلية ارتفاعاً مفاجئًا، كسر حاجز الانهيار المستمر. هذا الارتفاع ليس ثمرة لقرارات اقتصادية مدروسة، بل يبدو أنه شرارة أطلقتها المظاهرات الشعبية التي خرجت للمطالبة بوقف التدهور المعيشي.

العملة المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة شهدت انتعاشًا مفاجئًا ومذهلًا، حيث ارتفعت قيمته بمقدار ألف ريال أمام الدولار خلال أيام قليلة، بعد أن كان قد وصل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، متجاوزًا حاجز الـ3000 ريال للدولار الواحد.

هذا التحسن أثار الكثير من الشكوك والتساؤلات لدى الخبراء الاقتصاديين. فبينما يترقب الناس انخفاضًا في أسعار السلع الأساسية، يخشى الخبراء من أن يكون هذا الانتعاش مجرد فقاعة وهمية لا تستند إلى أسس اقتصادية حقيقية.

ورغم هذا الانتعاش، لا تزال أسعار السلع الأساسية والمواد الاستهلاكية مرتفعة بشكل جنوني، مما أثار غضب المواطنين في تعز والمكلا وعدن، وجعلهم يشككون حول هذا التحسن. ويتساءل الكثيرون: لماذا لم تنخفض الأسعار رغم ارتفاع قيمة الريال؟

يخشى خبراء اقتصاديون من أن هذا التحسن في قيمة العملة ليس سوى جزء من عملية تلاعب ومضاربات بالعملة، خصوصًا أن الأسباب الجذرية لانهيار الريال لا تزال قائمة، مثل شح النقد الأجنبي، وتوقف تصدير النفط، وضعف السياسات المالية والنقدية.

هذا ما يفسر إقبال محلات الصرافة على شراء الدولار بالسعر الجديد المنخفض، وامتناعها عن بيعه بنفس السعر، مما يزيد من الشكوك حول مصداقية هذا الانتعاش.

وفي هذا الصدد، عبر مواطنون في المحافظات المحتلة عن شكوكهم في أن يكون التحسن ناتجًا عن عوامل اقتصادية حقيقية، مشيرًين إلى أن الانهيار السابق للريال كان “مفتعلًا”، وأن التحسن الحالي أيضًا لا يستند إلى أسس متينة. وأشاروا إلى أن سعر الوقود، وهو مؤشر حساس، لم ينخفض بالشكل الذي يتناسب مع تحسن قيمة العملة، مما يعزز هذه الشكوك.

وإلى أن تتضح الصورة، يظل المواطن في هذه المحافظات هو الضحية، في انتظار نتيجة معركة “معيشية واقتصادية” لا هوادة فيها، بين آماله في حياة كريمة، وواقع قاسٍ يسيطر عليه التلاعب والمضاربات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com