“الرياض“| استنفار سعودي غير مسبوق مع رفع اليمن أعلى درجات الاستعداد القتالي.. وبريطانيا تعيد تحريك الوساطة العمانية بينهما..!
أبين اليوم – الرياض
عاد التوتر ليُخيِّم على الخليج مجدداً، الثلاثاء، مع استنفار سعودي غير مسبوق على وقع تلويح اليمن بالمواجهة مجدداً.
وأعلنت السعودية توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية جديدة مع باكستان هي الأولى من نوعها، بالتزامن مع تقارير هندية عن طلبها نشر الآلاف من المقاتلين على أراضيها. ويتضمن الطلب السعودي، وفق وسائل إعلام هندية، نشر أكثر من 20 ألف جندي وضابط باكستاني موزعين على وحدات المدفعية والصواريخ والمشاة، إلى جانب سربي طيران وبحرية.
والاستدعاء السعودي للقوات الباكستانية لم يعد جديداً في سياق الحرب التي تقودها السعودية على اليمن منذ مارس من العام 2015، لكنه يُعدُّ الأكبر من نوعه والأول منذ توقيع اتفاق الدفاع المشترك بين الطرفين.
وتحاول السعودية منذ بدء حربها على اليمن إقناع الباكستانيين بمزاعم الدفاع عن الكعبة، وهي الأسطوانة التي حاولت تمريرها على دول عربية وإسلامية انخرطت في حربها الأولى، قبل أن تقرر الانسحاب مع إدراك الحقيقة.
والاستدعاء الباكستاني جزء من مسار سعودي تحاول من خلاله الرياض استعراض دفاعاتها، مع تلويح اليمن بالقوة مجدداً.
وأجرت القوات البحرية السعودية تدريبات صينية مكثفة خلال الأيام الأخيرة باسم “السيف الأزرق”. وركزت التدريبات على العمليات البحرية كإبطال الألغام وتحرير السفن.
ومع أن السعودية اختارت الضفة الأخرى من الخليج للمناورة، إلا أنها عُدَّت في سياق محاولات الاستعداد لمراحل تصعيدية محتملة، لا سيما وأنها تتزامن أيضاً مع إجرائها مفاوضات لضمانات أمنية أمريكية ذات طابع دفاعي، مع فشلها في إبرام استراتيجية دفاعية مشتركة.
في هذا السياق، نشرت الولايات المتحدة طائرات تجسس جديدة خاصة بتتبُّع الصواريخ الباليستية.
وشوهدت الطائرات من نوع “RC-135S Cobra Ball” وهي تحلّق بسماء الخليج انطلاقاً من قاعدة العديد في قطر. وتتمركز العمليات فوق بحر العرب والمحيط الهندي، وهي ساحة مواجهة فرضها اليمن خلال عمليات إسناد غزة.
وتأتي هذه التطورات مع رفع اليمن درجات التصعيد لأعلى مستوياتها.
وتحدثت تقارير إعلامية يمنية عن بدء القوات اليمنية تجارب صاروخية جديدة يُتوقَّع أنها جيل جديد، إضافة إلى تأكيد وسائل إعلام رسمية تنفيذ مناورة عسكرية على تخوم نجران التي كانت مسرحاً للعمليات اليمنية البرية خلال الحرب الأخيرة مع السعودية.
والاستعراض اليمني يأتي في خضم استمرار الرسائل السياسية للسعودية على أعلى مستوى.
وجدد القائم بأعمال رئيس حكومة صنعاء محمد مفتاح التلويح بفرض معادلة “المطار بالمطار والبنك بالبنك”، في إشارة إلى تحذير سابق لقائد أنصار الله، مع عودة الأزمة مع السعودية.
وفي السياق.. أعادت بريطانيا، تفعيل الوساطة العمانية في اليمن. يتزامن ذلك مع بلوغ التوتر ذروته وسط مخاوف من عودة الحرب.
ووصلت السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، إلى سلطنة عُمان قادمة من العاصمة السعودية.

وأفادت شريف في منشور على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي بأنها التقت وكيل وزارة الخارجية العُمانية خليفة الحارثي، مؤكدة مناقشتها تحريك ملف المفاوضات في اليمن.
وأثنت السفيرة شريف على الجهود العُمانية لخفض التصعيد.
وتحرك بريطانيا يشير إلى أنه تم بطلب سعودي.
وتمسك بريطانيا القلم اليمني في مجلس الأمن.
ورغم دورها في الحرب، إلا أنها تحاول إبقاء قنوات اتصال مع صنعاء.
وجاء التحرك البريطاني عبر نافذة الدبلوماسية في اليمن مع عودة التوتر إلى أعلى مستوياته.
وبدأت اليمن تحركاً عسكرياً بالتوازي مع رسائل سياسية صريحة للسعودية، مما يكشف جدية يمنية بالعودة إلى المواجهة مع استمرار المماطلة بتحقيق استحقاقات السلام الدائم.