مع نجاحها في تمرير مشروع قرار داخل مجلس الأمن يقضي بتشديد العقوبات.. استعدادات سعودية لتصعيد بحري جديد باليمن..!
أبين اليوم – خاص
تتحرك السعودية بخطوات متسارعة لتعزيز حضورها العسكري في البحر الأحمر وباب المندب، في وقت يشهد فيه الملف اليمني تحولاً حساساً داخل مجلس الأمن. ويبدو أن الرياض تسعى لفرض معادلة جديدة على خطوط الملاحة الدولية، مستفيدة من غطاء دولي متنامٍ، وتنسيق مباشر مع واشنطن ولندن، ما يشير إلى مرحلة أكثر صرامة في إدارة ملف التفتيش البحري ومراقبة الممرات الحيوية.
هذا وبدأت السعودية، السبت، ترتيبات ميدانية جديدة لنشر قوات في باب المندب، بالتزامن مع نجاحها في تمرير مشروع قرار داخل مجلس الأمن يقضي بتشديد العقوبات المفروضة على اليمن.
ووفق مصادر عسكرية في بحرية عدن، فقد وجهت الرياض أوامر مباشرة لفصيل “البحرية” التابع لحكومة عدن بضرورة تجهيز قوات للمشاركة ضمن قوة مشتركة ستتولى مهام تفتيش السفن المتجهة إلى موانئ الحديدة.
وتشمل الخطة – التي تشرف عليها بريطانيا والولايات المتحدة – تنفيذ عمليات الصعود المباشر إلى السفن في عمق البحر بدلاً من الاكتفاء بإجراءات التفتيش التقليدية في ميناء جيبوتي.
وتأتي هذه التحركات عقب إعلان السعودية، الخميس، انتهاء مناورات بحرية لدول البحر الأحمر، نُفذت في قاعدة الملك فيصل بمدينة جدة، وشاركت فيها وحدات من بحريات مصر والأردن وجيبوتي والسودان إلى جانب فصائل عدن. وحملت المناورات اسم “الموج الأحمر”، وتركزت – بحسب تصريحات عبدالله النخعي قائد فصيل البحرية بعدن – على “تأمين خطوط الملاحة”، في إشارة واضحة لعمليات التفتيش البحري.
يأتي ذلك فيما أضاف مجلس الأمن نصاً جديداً إلى منظومة العقوبات يسمح بعمليات الصعود والتفتيش المباشر للسفن في عرض البحر، وسط تحذيرات دولية من أن هذه الخطوة قد تدفع المنطقة نحو توتر أمني متصاعد وربما مواجهة أوسع.
وتعكس هذه الإجراءات السعودية اتجاهاً نحو توسيع الدور الأمني والعسكري في البحر الأحمر تحت مظلة دولية، ما قد يعيد رسم قواعد الاشتباك في واحد من أهم الممرات الاستراتيجية للتجارة العالمية.
ورغم أن الهدف المعلن هو حماية الملاحة، إلا أن توسيع صلاحيات التفتيش والصعود المباشر إلى السفن قد يفتح الباب أمام احتكاكات عسكرية غير محسوبة، خصوصاً في ظل حساسية الصراع اليمني وتشابك الحسابات الإقليمية. ومع زيادة النفوذ العسكري للقوى الكبرى في المنطقة، يبدو أن باب المندب يتجه نحو مرحلة أكثر تعقيداً قد تتجاوز حدود التفتيش إلى سباق نفوذ طويل الأمد على الممرات البحرية الحيوية.