“عدن“| عقب مقاطعة نوابه للاجتماع الأخير في الرياض.. “الانتقالي“ يلوّح بالانسحاب من المجلس الرئاسي..!

5٬994

أبين اليوم – خاص 

لوَّح المجلس الانتقالي الجنوبي، سلطة الأمر الواقع في جنوب اليمن، الاثنين، بالانسحاب من المجلس الرئاسي، في مؤشر على تصاعد التوتر داخل بنية السلطة الموالية للتحالف.

وجاء التهديد بعد مقاطعة نواب الانتقالي الاجتماع الأخير في الرياض، ما يعكس بوادر أزمة سياسية جديدة تلوح في المشهد.

ووجّه عضو هيئة رئاسة الانتقالي، لطفي شطارة، تهديداً مباشراً بتعليق مشاركة المجلس في الرئاسي، متّهماً رئيس المجلس، رشاد العليمي، بالسعي إلى خلق شرخ داخل الجبهة الجنوبية.

وجاء تصريح شطارة ردّاً على تدوينة لنائب رئيس الانتقالي وعضو الرئاسي، فرج البحسني، هاجم فيها العليمي على خلفية صراع النفوذ والمناصب في حضرموت، ولوّح باتخاذ خطوات مماثلة لقرارات رئيس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، التي سبق للعليمي تمريرها رغم اعتراض أعضاء آخرين.

وتجلّت الأزمة بوضوح خلال اجتماع مساء الأحد في الرياض، الذي غاب عنه أعضاء الرئاسي من الجنوب بالكامل، وسط نقاشات حامية حول مستقبل محافظة حضرموت وترتيبات إدارتها، ما يعزز الانطباع بأن المشهد يتّجه نحو مواجهة سياسية مفتوحة داخل السلطة المدعومة من التحالف.

ويشي تهديد المجلس الانتقالي بالانسحاب من المجلس الرئاسي بأن الخلافات داخل السلطة الموالية للتحالف دخلت مرحلة حساسة تتجاوز الصراع التقليدي على النفوذ. فالأزمة الحالية لا تعكس مجرد تنافس على المناصب في حضرموت، بل تعبّر عن اختبار جديد لمعادلة تقاسم السلطة التي فُرضت منذ تشكيل الرئاسي.

غياب القيادات الجنوبية عن اجتماع الرياض يكشف أن الانتقالي ينظر إلى خطوات العليمي باعتبارها محاولة لإعادة تشكيل موازين القوى داخل الجنوب، خصوصاً في محافظة حضرموت التي تمثل ثقلاً جغرافياً واقتصادياً واستراتيجياً.

كما يعكس التصعيد في الخطاب من شخصيات بحجم البحسني وشطارة أن الانتقالي لم يعد يرى في الرئاسي إطاراً يضمن مصالحه، بل منصة قد تُستخدم لتقليص نفوذه.

وإذا مضى الانتقالي نحو تعليق مشاركته، فقد يشهد المشهد تفككاً إضافياً داخل معسكر التحالف، مع ما يحمله ذلك من تداعيات على ترتيبات ما بعد الحرب وتقاسم السيطرة في المحافظات الجنوبية، خصوصاً أن الرياض وأبوظبي تدفعان باتجاه رؤى متباينة حول مستقبل حضرموت والإدارة المحلية فيها.

باختصار، الأزمة الحالية ليست حدثاً عابراً، بل مؤشر على اهتزاز بنية السلطة الجنوبية وعودة خطوط التصدع إلى الواجهة، بما قد يعيد تشكيل التحالفات والخرائط السياسية في الجنوب خلال الفترة المقبلة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com