“كاراكاس“| فنزويلا تحذّر واشنطن بأنها ستتحول إلى “يمنٍ موسّع” إذا تدخلت أمريكا عسكريًا..!

5٬908

اليوم – خاص 

حذّرت شبكة تيليسور الفنزويلية من أن أي تدخل عسكري أمريكي في فنزويلا لن يُواجه بسيناريو شبيه بغزة أو سوريا، بل بمقاومة طويلة وقاسية أشبه بما واجهته الولايات المتحدة وحلفاؤها في اليمن.

جاء التحذير ضمن تقرير تحليلي أعدّه الباحث سيرجيو رودريغيز جيلفنشتاين بعنوان: “أمريكا ستواجه يمناً موسعاً في فنزويلا.. كراكاس صنعاء وميامي تل أبيب”.

وأوضح التقرير أن فنزويلا، التي تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم ورابع أكبر احتياطي للغاز، إلى جانب ثروات ضخمة من المعادن والمياه، تمثل هدفًا استراتيجيًا لطموحات واشنطن الساعية للهيمنة على الموارد الحيوية في المنطقة.

الدرس اليمني:

ركّز الباحث على ما أسماه “الخطر الجيوسياسي” الذي تجاهلته واشنطن، والمتمثل في تجربة اليمن التي تحدّت “العدوان الثلاثي” بقيادة الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل منذ عام 2015.

وأشار إلى أن هذا العدوان كان مخططًا له أن يحسم خلال أسابيع للقضاء على ما وصفته القوى الغربية بـ”مجموعة من البدو” والسيطرة على باب المندب، لكنه تحوّل إلى حرب مفتوحة تجاوزت عقدًا كاملًا دون حسم.

تطوّر القدرات اليمنية:

بحلول عام 2019، طوّر اليمن منظومة صاروخية ومسيّرات متقدمة، بعضها أسرع من الصوت، استخدمت لضرب مواقع حساسة مثل منشآت أرامكو. كما نجح اليمن – بحسب التقرير – في إرباك الاستراتيجية الأمريكية في البحر الأحمر رغم وجود حاملات الطائرات، مستشهدًا بدراسة للبنتاغون تؤكد تراجع فعالية تلك الحاملات في المنطقة.

كاراكاس/صنعاء.. ميامي/تل أبيب:

لفت التقرير إلى تشابه جغرافي واستراتيجي لافت، فالمسافة بين كاراكاس وميامي (2200 كلم) تكاد تطابق المسافة بين صنعاء وتل أبيب، التي تتعرض لهجمات متكررة بالصواريخ والمسيّرات اليمنية. واستنتج الباحث أن فنزويلا، بدعم من حلفائها مثل إيران وروسيا وكوريا الشمالية، قادرة على تطوير قدرات صاروخية ومسيّرات تضاهي أو تتجاوز القدرات اليمنية خلال أقل من عام، ما يوفر لها قدرة ردع فعّالة ضد أي هجوم خارجي.

ليست غزة ولا سوريا:

ويرى التقرير أن أي غزو شامل لفنزويلا – بمساحتها الشاسعة وسكانها الثلاثين مليونًا ووحدة قيادتها وجيشها – سيكون مهمة شبه مستحيلة. مؤكدًا أن البلاد ستتحول، في حال اعتداء أمريكي، إلى نسخة “أوسع وأقوى” من اليمن.

تحليل:

يحمل تقرير تيليسور رسالة استراتيجية تتجاوز التحذير الإعلامي، إذ يكشف عن متغيرات عالمية تعيد رسم ميزان القوة في مواجهة الولايات المتحدة.

من اليمن إلى أمريكا اللاتينية، باتت نماذج المقاومة غير المتكافئة تشكل تهديدًا فعليًا للعمليات العسكرية التقليدية. وإذا صحّت تقديرات الباحث، فإن أي تفكير أمريكي في غزو فنزويلا سيُدخل واشنطن في صراع طويل المدى، مكلف سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وقد يفتح الباب أمام “يمنٍ جديد” في قلب القارة الأمريكية — لكن بحجم أكبر وقدرات أعلى وحلفاء أكثر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com