“عدن“| أبوظبي تكشف أوراقها وتتبنى رسمياً مشروع إعلان “دولة الجنوب“ وسط انهيار الحاضنة الشعبية للانتقالي..!

5٬918

اليوم – خاص 

أعلنت الإمارات، خلال الساعات الماضية، تبنّيها رسميًا مشروع الانفصال وتقسيم اليمن، في خطوة غير مسبوقة تكشف انتقال أبوظبي من مرحلة الدعم غير المعلن إلى المجاهرة السياسية.

ودعا عبدالخالق عبدالله، مستشار رئيس دولة الإمارات، دول الخليج إلى الاعتراف بما سماه بـ”الجنوب العربي” كدولة شرعية، مؤكّدًا أن “الوقت حان للاعتراف بالجنوب من المهرة إلى باب المندب” باعتباره حليفًا يمكن التعويل عليه في مواجهة خصوم إقليميين ومحليين.

وتأتي هذه الدعوة بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي اعتصامًا مفتوحًا لتحقيق الانفصال، بالتزامن مع انتشار عسكري مفاجئ في محافظات جنوبية وشرقية بدعم إماراتي وتواطؤ سعودي.

إلا أن الانتقالي تلقّى، في المقابل، صفعة شعبية لافتة، إذ فشلت قياداته في إقامة مخيمات الاعتصام التي كان من المقرر أن تُنصب في مراكز المحافظات كافة. ولم تُسجل أي مشاركة تُذكر سوى حضور محدود لبضعة أشخاص في خورمكسر بعدن، بينما غابت الفعاليات تمامًا في الضالع ولحج، معاقل الانتقالي التقليدية.

وكان إعلام المجلس قد روّج لتدشين اعتصامات واسعة منذ ساعات الصباح الأولى، بهدف توفير غطاء شعبي لانقلابه العسكري الأخير. إلا أن المقاطعة الشعبية الواسعة كشفت عن فجوة كبيرة بين قيادة الانتقالي وقواعده الاجتماعية، في لحظة يسعى فيها لتثبيت واقع سياسي جديد بدعم إماراتي مباشر.

غياب الحشد الشعبي في المحافظات الجنوبية والشرقية يضع مشروع الانفصال في مأزق سياسي، ويضرب رهانات الإمارات بفرض واقع انفصالي مستند إلى حاضنة جنوبية مستقرة.

التحليل:

إعلان الإمارات الاعتراف بدولة جنوبية ليس حدثًا عابرًا؛ إنه تحول استراتيجي يوضح أن أبوظبي قررت الانتقال من إدارة النفوذ عبر الوكلاء إلى فرض الوقائع سياسيًا.

هذه الدعوة ليست مجرد رأي فردي من مستشار؛ بل هي اختبار لردود الفعل الخليجية والدولية حول مستقبل اليمن، ورسالة للحلفاء والخصوم بأن أبوظبي مستعدة للذهاب بعيدًا في مشروع التقسيم.

لكن المفارقة أن هذا الإعلان جاء في لحظة تعثّر شعبي غير مسبوق للانتقالي. فشل الاعتصامات يكشف أن الشارع الجنوبي – الذي تراهن عليه الإمارات – بات غير قادر أو غير راغب في منح غطاء لمشروع الانفصال.

وهذا الفشل يُظهر أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لصناعة دولة، وأن الحاضنة الاجتماعية التي يستند إليها الانتقالي آخذة في التآكل، حتى في مناطقه الصلبة.

كما يعكس ذلك ارتباكًا داخل المجلس الانتقالي نفسه، الذي يحاول موازنة الضغوط الإماراتية مع الغضب الشعبي المتصاعد بسبب الانتهاكات الأمنية والأوضاع الاقتصادية.

أما السعودية، التي تراقب المشهد بصمت حذر، فتبدو في وضع معقد: فهي لا تريد سيطرة إماراتية مطلقة على الجنوب، ولا ترغب في انفجار مواجهة مباشرة، لكنها أيضًا ترى في ضعف الانتقالي فرصة لإعادة هندسة التوازنات.

باختصار، أبوظبي فتحت الباب سياسيًا، لكن الجنوب لم يستجب اجتماعيًا. وبين إعلان الدولة الموعودة وفشل الاعتصامات، يبرز سؤال جوهري: هل يمكن لمشروع الانفصال أن يقوم بلا شعب؟

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com