“تقرير“| الإصلاح على حافة الإزاحة الكاملة: بعد خسارته حضرموت هل يسلِّم مأرب وتعز..!

7٬991

أبين اليوم – خاص 

يواجه حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، مرحلة هي الأخطر في تاريخه، بعد أن اتخذ التحالف السعودي الإماراتي- بدعم أمريكي بريطاني – قراراً عملياً بتقويض نفوذه وإنهاء وجوده العسكري والسياسي في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف.

هذا التوجه الإقليمي والدولي يعني أن الحزب أصبح مكشوفاً ومستهدفاً داخل اليمن وخارجه، وهو ما يفرض عليه مساراً إجبارياً لحماية وجوده يتمثل في الاتجاه نحو صنعاء وصياغة تحالف معها يضمن له البقاء في مواجهة مشروع استئصاله.

وخلال الأسبوع الماضي، شهدت محافظة حضرموت تحولاً غير مسبوق، بعدما نجحت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً في السيطرة الكاملة على وادي حضرموت وهضبته، وإخراج بقايا قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي تمثل آخر معاقل الإصلاح جنوباً.

هذا التطور لم يكن مجرد تغيير جغرافي، بل مثّل ضربة سياسية قاصمة، إذ خسرت “الشرعية” آخر نقاط ارتكازها في مناطق الإنتاج النفطي، بينما جُرّد الإصلاح من أهم أدوات نفوذه العسكري.

وتزامن هذا السقوط مع صمت غريب من قيادة الحزب، رغم أن الضربة تمثل ذروة عملية الإزاحة التي بدأت قبل سنوات في عدن وأبين وشبوة.

ويعتبر مراقبون أن صمت الإصلاح يعكس عجزاً كاملاً بعد أن فقد آلاف المقاتلين والقيادات في معارك خاضها تحت مظلة التحالف وحتى تحت غاراته الجوية.

واعتمد الإصلاح طويلاً على نفوذه داخل قيادة المنطقة العسكرية الأولى التي شكّلت خط الدفاع الأخير في وجه تمدد الانتقالي، لكن السيطرة الخاطفة للانتقالي على المعسكرات ومراكز القيادة في الوادي أدت إلى انهيار ذلك النفوذ بالكامل.

ولا يُنظر إلى هذه الخطوة كعملية عسكرية فحسب، بل كجزء من اتفاق إقليمي لإعادة رسم المشهد في الجنوب، وتوحيد القرار تحت قيادة المجلس الانتقالي، وبما يخدم المشروع الإماراتي الرافض لوجود الإخوان في أي بقعة نفوذ بالمنطقة.

أما الموقف السعودي – على الرغم من إعلانها رفض “التصعيد” – فيُقرأ على أنه قبول ضمني بإزاحة الإصلاح، نظراً لأن تقليم نفوذه يخدم طموح الرياض في السيطرة المباشرة على حضرموت ويقلل نقاط الخلاف مع أبوظبي.

وبذلك يصبح الإصلاح عبئاً سياسياً وعسكرياً على التحالف، بعد انتهاء صلاحية ورقة قوته لصالح وكلاء أكثر انسجاماً مع الترتيبات الجديدة.

ويُجمع المراقبون على أن سقوط حضرموت يضع الإصلاح على مسار الإقصاء الكامل من الساحة اليمنية، فيما تتحول مأرب وتعز إلى معقلين مهددين، قد لا يبقى سقوطهما سوى مسألة وقت.

وعليه يمكن القول:

تطورات حضرموت تمثل نقطة تحوّل تاريخية في المشهد اليمني؛ فالإصلاح لم يعد شريكاً مطلوباً في الحسابات الإقليمية، بل أصبح هدفاً لعملية تفكيك تدريجية بدأت منذ أعوام وتصل اليوم إلى ذروتها.

وفي ظل التفاهمات السعودية ـ الإماراتية الجديدة، لم يعد بوسع الحزب الاعتماد على الحليف الخارجي الذي استخدمه ثم تخلّى عنه.
التقديرات تشير إلى أن الإصلاح أمام خيارين فقط:

إما انتظار الاستئصال الكامل في مأرب وتعز، أو التوجه نحو صنعاء لبناء معادلة جديدة تحفظ له وجوداً سياسياً.

وهذا التحوّل يعكس مجدداً أن القوة الذاتية والسيادة الوطنية – التحالفات الخارجية – هي التي تحدد مصير القوى السياسية في اليمن، وأن من يربط مستقبله بأجندات الآخرين يجد نفسه عاجزاً عند أول تبدل في موازين المصالح الإقليمية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com