“مسقط“| بعد أكبر صفقة تبادل أسرى.. السعودية ترفع سقف التفاؤل باتفاق شامل مع صنعاء قبل نهاية 2026م..!
أبين اليوم – خاص
رفعت السعودية، الأربعاء، مستوى تفاؤلها بالتوصل إلى اتفاق شامل مع صنعاء قبل نهاية العام 2026، في أعقاب إنجاز أكبر صفقة لتبادل الأسرى بين الطرفين.
وأكد العميد في الجيش السعودي أحمد الفيفي أن المؤشرات الراهنة تدل على المضي قدمًا نحو اتفاق سياسي في اليمن قبل نهاية العام المقبل، وذلك في تغريدة جاءت بعد يوم واحد من الإعلان عن صفقة واسعة لتبادل الأسرى شملت طيارين سعوديين.
وبالتوازي، عبّرت صنعاء عن تفاؤل مماثل، حيث أبدت قيادات في حركة “أنصار الله” استعدادها للمضي نحو اتفاق مع السعودية لتنفيذ خارطة الطريق الأممية قريبًا، وكان من أبرزهم حزام الأسد، عضو المكتب السياسي للحركة.
وكانت الرياض وصنعاء قد وقعتا، بوساطة عُمانية وأممية، اتفاقًا لتبادل نحو 2900 أسير، بينهم قيادات رفيعة وضباط سعوديون. وتُعد الصفقة الأكبر منذ اندلاع الحرب، وتندرج ضمن إجراءات بناء الثقة، وفق توصيف السفير السعودي لدى اليمن، وتشمل زيارات متبادلة للسجون تمهيدًا لإبرام اتفاق “الكل مقابل الكل”.
ويُذكر أن الطرفين كانا قد توصلا سابقًا إلى تفاهم لتنفيذ خارطة الطريق الأممية، غير أن الولايات المتحدة تدخلت في أكتوبر 2023 لإيقاف التنفيذ، بذريعة العمليات اليمنية المساندة لغزة، وهو ما رفضته صنعاء باعتباره ملفًا غير قابل للمساومة.
وجاء هذا التفاؤل السعودي المتجدد في ظل تطورات ميدانية في جنوب وشرق اليمن، عقب إنهاء الفصائل الإماراتية آخر نفوذ لها بالسيطرة على الهضبة الشرقية ذات الأهمية النفطية والاستراتيجية.
تحليل:
يعكس التفاؤل السعودي المتصاعد رغبة حقيقية في إغلاق الملف اليمني سياسيًا بعد سنوات من الاستنزاف العسكري والأمني، خصوصًا مع نجاح صفقة الأسرى التي أعادت تفعيل مسار بناء الثقة مع صنعاء.
توازي التفاؤل بين الرياض وصنعاء يشير إلى نضوج تفاهمات ثنائية تتجاوز الوساطات التقليدية، وتستند إلى إدراك مشترك بأن استمرار الحرب لم يعد يخدم مصالح الطرفين.
غير أن ربط التفاؤل بتغيرات ميدانية جنوبًا وشرقًا يوحي بأن أي اتفاق قادم سيكون مشروطًا بإعادة ترتيب النفوذ الإقليمي داخل اليمن، ومعالجة التدخلات الخارجية التي عطلت مسار التسوية سابقًا.
وعليه، فإن فرص السلام تبدو أقرب من أي وقت مضى، لكنها ستظل رهينة قدرة الأطراف على تحييد الملفات الإقليمية والدولية، وفصل المسار اليمني عن صراعات أوسع في المنطقة.