“تقرير“| الإصلاح بين فكيّ التصعيد الأمريكي والإماراتي: حزب على حافة العاصفة..!
أبين اليوم – تقارير
مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مضيّ إدارته في مشروع تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية – وهو التصنيف الذي سيضع حزب الإصلاح اليمني في صدارة الكيانات المستهدفة – دخل الحزب مرحلة هي الأخطر منذ تأسيسه.
فبعد عام واحد فقط من إدراج القيادي البارز حميد الأحمر على لائحة العقوبات الأمريكية، تتوسع دائرة الضغوط لتشمل البنية السياسية والاقتصادية والعسكرية للحزب، بما فيها المناطق الحيوية التي يسيطر عليها شرق اليمن.
العقوبات ضد الأحمر، التي وُجهت رسميًا بذريعة دعمه “حماس”، لم تُقنع كثيرًا من المراقبين، خصوصًا في ظل سياقات إقليمية تكشف أن الحملة ليست منفصلة عن رغبة أطراف مثل الإمارات والسعودية في إعادة رسم موازين النفوذ في مناطق النفط والغاز اليمنية، التي ما زال الإصلاح يمتلك فيها نفوذًا واسعًا.
أبوظبي تحديدًا تعمل على استغلال اللحظة، وتدفع بقوة نحو واقع سياسي وعسكري جديد بعد التصنيف المرتقب، مستخدمةً لافتة “مكافحة القاعدة” لتغطية عمليات عسكرية تمتد من شبوة حتى مأرب.
الرياض ليست بعيدة عن المشهد. فالتزامن اللافت بين تصريحات ترامب وزيارة محمد بن سلمان للولايات المتحدة يعيد طرح تساؤلات حول حجم الدور السعودي في تكثيف الضغوط على الحزب، خصوصًا مع إصرارها على انتزاع موارد مأرب وإلحاقها بحكومة عدن، في محاولة للاستغناء عن التمويل المباشر واستبداله بإيرادات كان الإصلاح يحتكرها.
ورغم أن قيادات الحزب تحاول الهروب عبر مناورة سياسية – تارة بإشارات تقارب مع صنعاء، وتارة بلعب ورقة “النأي بالنفس”—إلا أن تلك الإشارات تبدو حتى الآن دون أثر حقيقي على الأرض.
فالحزب، الذي اعتاد تغيير التموضع بحسب الريح، يجد نفسه هذه المرة أمام عاصفة تتجاوز قدرته على المناورة، خصوصًا وسط حملة إقليمية ودولية تستهدف قصقصة نفوذه من عدن إلى وادي حضرموت.
وعليه يمكن القول:
تطورات اللحظة تشير إلى أن حزب الإصلاح يقترب من مفترق طرق تاريخي. فإعادة رسم خرائط النفوذ في اليمن لم تعد رهينة المعارك المحلية، بل باتت مرتبطة مباشرة بمشاريع دولية تشارك فيها واشنطن وأبوظبي والرياض تحت سقف واحد.
وإذا لم ينجح الحزب في ترجمة رسائل التهدئة إلى خطوات عملية – مثل إعادة تموضع وطني حقيقي، أو مراجعة أدواره العسكرية والاقتصادية – فإن موجة التصنيف الأمريكي وما يرافقها من تحركات إقليمية ستعيد رسم المشهد اليمني من دونه.
اللحظة تتجاوز مجرد ضغوط؛ إنها إعادة هندسة كاملة لمسار الصراع ومراكز القوة، حيث تختفي فيه المساحات الرمادية ويُفرض على كل طرف اختيار موقعه النهائي.