“شبوة“| بمشاركة مرتزقة كولومبيين.. بدء تدريبات أمريكية – إماراتية على استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية..!
أبين اليوم – خاص
بدأت القوات الأمريكية والإماراتية، الاثنين، تنفيذ تدريبات عسكرية واسعة في محافظة شبوة الغنية بالنفط شرقي اليمن، بمشاركة فصائل محلية وعناصر أجنبية.
ووفق تقارير دولية، شرع ضباط أمريكيون وإماراتيون في تدريب عناصر محلية إلى جانب مرتزقة كولومبيين وصلوا عبر مطار عتق قبل أيام، على استخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية، في خطوة وُصفت بأنها “غير اعتيادية” من حيث طبيعتها وسياقها.
وبحسب المصادر، تعمل “اللجنة الإماراتية – الأمريكية” حالياً على تقييم قدرات فصائل محلية تشمل قوات “العمالقة” و“دفاع شبوة” و“محور سبأ”، وهي تشكيلات مدعومة بشكل مباشر من أبو ظبي. كما شيدت الإمارات مراكز متقدمة للتحكم بالطائرات المسيرة داخل مطار عتق، إلى جانب مهاجع مخصصة للمسيرات، وبنى تحتية للدفاع الجوي وملاجئ تحت الأرض تُستخدم بعضها حالياً لأغراض التدريب.
وكشفت التقارير أن الإمارات تعاقدت مع شركتي A4SI المسجلة في بنما وGSSG Security Services التابعة لأبو ظبي، لنقل الجنود الكولومبيين السابقين إلى شبوة برواتب تصل إلى 3500 دولار شهرياً، علماً أن كثيراً منهم شارك في عمليات دولية خصوصاً في إفريقيا وعلى رأسها السودان.
وتأتي هذه التحركات ضمن سلسلة لجان أمريكية وإماراتية وصلت خلال الأشهر الأخيرة إلى مناطق انتشار التحالف جنوبي اليمن، لكن بدء التدريب الفعلي في شبوة تحديداً فتح باب التساؤلات حول أبعاده.
وتشهد المحافظة، التي تضم أهم منشآت النفط والغاز في الشرق، حراكاً واسعاً خلال الأيام الماضية. فعسكرياً، كثّفت القوات الأمريكية غاراتها الجوية في مناطق مختلفة من شبوة بذريعة استهداف تنظيم “القاعدة”، بينما سياسياً، استدعت الإمارات قيادات محلية أبرزهم رئيس فرع الانتقالي والمحافظ عوض العولقي، وسط أحاديث عن ترتيبات جديدة وتغييرات مرتقبة بالتزامن مع استعراضات للفصائل المسلحة في المحافظة.
ولا يزال الهدف الحقيقي لهذه التدريبات غامضاً؛ فبينما يصنفه البعض ضمن استعدادات لتصعيد جديد في اليمن، يرى آخرون أنه جزء من سباق النفوذ الإقليمي والدولي على مناطق الطاقة في شرق البلاد.
وتشير هذه التطورات في شبوة إلى تحول لافت في نوعية الحضور الأمريكي–الإماراتي، من مجرد دعم لوجستي واستخباراتي إلى بناء بنية عسكرية متكاملة تُستخدم فيها طائرات مسيّرة متقدمة ومرتزقة محترفون. هذا التغيير يعكس رغبة واضحة في السيطرة على المجال الجوي والبري للمحافظة، بما يتجاوز محاربة “القاعدة” التي تُستخدم تقليدياً كمبرر لأي تدخل.
كما أن توقيت التحركات، بالتزامن مع إعادة ترتيب المشهد السياسي المحلي، يوحي بأن شبوة أصبحت مركز ثقل في التنافس الإقليمي على مناطق النفط والغاز، وربما ساحة لاختبار ترتيبات أمنية جديدة تمتد إلى محافظات أخرى شرقي اليمن.
وفي حال مضت هذه التحركات إلى مراحل أكثر تقدماً، فقد تشهد المحافظة إعادة تشكيل لجغرافيا النفوذ، بما يعزز دور أبو ظبي وواشنطن على حساب القوى المحلية التقليدية، ويضع المنطقة على أعتاب مرحلة قد تحمل مزيداً من التصعيد أو إعادة توزيع للسلطة والثروة.