“تعز“| احتجاجات واسعة في جبل حبشي بعد استبعادها من مساعدات الغذاء العالمي.. “صور“..!
اليوم – خاص
شهدت مديرية جبل حبشي في محافظة تعز، السبت، وقفة احتجاجية حاشدة شارك فيها مئات السكان للتنديد بقرار برنامج الغذاء العالمي استبعاد المديرية من قوائم المساعدات، في خطوة أثارت مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، وفق ما أوردته مصادر محلية.
وطالب المحتجون بالتراجع الفوري عن القرار، مؤكدين في بيان لهم أن الاستبعاد استند إلى معايير غير دقيقة ولا تعكس الواقع المعيشي القاسي الذي يعيشه السكان.
وحذّروا من أن وقف الدعم سيضاعف معاناة آلاف الأسر التي تعتمد على المساعدات الغذائية باعتبارها مصدرها الرئيسي للبقاء.
وأشار البيان إلى أن مديرية جبل حبشي، التي يتجاوز عدد سكانها 200 ألف نسمة، يعيش معظمهم في فقر مدقع، فيما اعتمدت أكثر من 8,300 أسرة على المساعدات الغذائية خلال السنوات الماضية.
كما تُصنَّف نحو 18 ألف أسرة ضمن الفئات الأكثر هشاشة والمعرضة لخطر انعدام الأمن الغذائي، فضلًا عن احتضان المديرية لأكثر من 3,000 أسرة نازحة فقدت مصادر رزقها.
كما استعرض المحتجون ما شهدته المديرية من كوارث طبيعية بين عامي 2021 و2025، بينها سيول وصواعق خلفت خسائر بشرية ومادية واسعة، من تدمير منازل وأراضٍ زراعية إلى تضرر مرافق خدمية وتعليمية وصحية، الأمر الذي ضاعف هشاشة الوضع الإنساني.
وتحدث البيان عن آثار خطيرة على التعليم والصحة، حيث اضطر أكثر من 4,000 طفل لترك مقاعد الدراسة بسبب الظروف المعيشية المتدهورة، إلى جانب تسجيل آلاف حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال خلال السنوات الأخيرة، ما يهدد بحدوث تدهور صحي أوسع في المديرية.
وفي ختام الوقفة، دعا المحتجون برنامج الغذاء العالمي والجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية للتدخل العاجل لاستئناف المساعدات دون أي تأخير، مؤكدين أن استمرار وقف الدعم سيقود إلى كارثة إنسانية تطال عشرات الآلاف من السكان الذين لا يملكون أي بدائل للغذاء أو مصادر دخل.
يأتي ذلك فيما شهدت مديرية صبر الموادم بمحافظة تعز قبل أكثر من أسبوعين احتجاجات مماثلة، بعد قرار البرنامج إيقاف المساعدات فيها، ما يعكس اتساع رقعة السخط الشعبي في ظل أزمة اقتصادية خانقة وانهيار مستمر في الخدمات الأساسية.
تحليل:
تكشف احتجاجات جبل حبشي أن قرار تقليص المساعدات يتجاوز كونه إجراءً تنظيمياً، ليصبح عامل ضغط إضافي على مناطق تعيش أصلاً حالة هشاشة مزمنة. فالمؤشرات التي يوردها الأهالي – من النزوح والفقر والحرمان التعليمي والصحي – تشير إلى أن أي توقف للدعم الدولي قد يدفع المديرية إلى حافة الانهيار الإنساني.
ومن جهة أخرى، يسلّط اتساع رقعة الاحتجاجات في تعز الضوء على فجوة كبيرة بين معايير المنظمات الدولية والواقع الميداني، في ظل غياب دور فاعل للسلطات المحلية والحكومية في حماية المجتمعات الهشة أو إيجاد بدائل مستدامة.
استمرار هذا المسار قد يعمّق شعور المواطنين بتركهم وحيدين في مواجهة الجوع، ويفتح الباب أمام أزمة أكبر تهدد استقرار المحافظة بأكملها.




