“حضرموت“| مواجهة سعودية–إماراتية مفتوحة من “بترومسيلة” إلى الهضبة النفطية وانفجار عسكري يرافق وصول المحافظ الجديد..!

5٬916

اليوم – خاص 

تعيش حضرموت، شرقي اليمن، واحدة من أخطر لحظاتها منذ سنوات، بعدما فجّر شيخ حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش، المدعوم سعودياً، موجة تصعيد غير مسبوقة باقتحام منشآت شركة بترومسيلة والسيطرة عليها وطرد قوات المنطقة العسكرية الثانية الموالية للإمارات، في خطوة قلبت موازين القوة على الهضبة النفطية الأهم في اليمن.

اقتحام المنشآت يشعل الشرارة:

قوات بن حبريش فرضت حضورها داخل منشآت بترومسيلة خلال ساعات، وسط اشتباكات متفرقة اتهم فيها قائد قوات حماية الشركات اللواء طالب بارجاش، قوات الحلف بمهاجمة وحداته وإراقة دماء جنودها، واصفاً ما جرى بأنه “تخريب مباشر وتهديد للاستقرار”.

ورغم محاولة بن حبريش تبرير تحركه بعبارة “تعزيز أمن المنشآت”، إلا أن القيادي في المجلس الانتقالي وعضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني، المحسوب على أبوظبي، ردّ بإنذار شديد اللهجة، محذراً القبائل من “مغامرات شخصية تضع حضرموت على حافة الانفجار”، ومؤكداً أن حماية منشآت النفط شأن حصري للقوات المكلفة رسمياً.

توسع المواجهات إلى اشتباكات مفتوحة:

وبالتزامن مع التصعيد، اندلعت اشتباكات عنيفة في هضبة حضرموت بين قوات “الدعم الأمني” التابعة للانتقالي والفصائل القبلية الموالية للسعودية. مصادر ميدانية أكدت أن المواجهات استخدمت فيها أسلحة ثقيلة، مع محاولة فصائل الإمارات التقدم نحو حقول النفط ومراكز السيطرة التي انتزعتها قوات القبائل.

كما تصدت قوات بن حبريش لمحاولات اختراق جديدة لقوات الانتقالي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في معارك متواصلة منذ أيام.

انهيار مواقع الإمارات تباعاً:

وتعمّق الانهيار في معسكرات الإمارات داخل الهضبة النفطية، بعدما سيطرت قوات حلف القبائل على آخر معسكرات “حماية الشركات النفطية” دون قتال، في مشهد ظهر خلاله جنود المنطقة العسكرية الثانية وهم ينضمون طوعاً إلى صفوف القبائل، رافضين خوض المواجهة.

الخطوة جاءت بعد يوم واحد فقط من سقوط أهم حقول النفط بيد القوات القبلية، ما شكل ضربة موجعة لأبوظبي التي كانت تعتمد على هذه النقاط الاستراتيجية كعمود نفوذها في حضرموت.

تعيين محافظ جديد يزيد الاحتقان:

وزاد وصول المحافظ المعين حديثاً، سالم الخنبشي، إلى المكلا، من حدة التوتر، وسط خلافات واسعة حول قرار تعيينه وانقسام داخل القوى المحلية، في وقت تتصاعد فيه الاشتباكات ويتسارع انزلاق المحافظة نحو صدام شامل.

تحليل:

تكشف التطورات في حضرموت عن افتراق مكتمل بين المشروعين السعودي والإماراتي داخل المحافظة النفطية الأكبر، حيث لم يعد الصراع مجرد تنافس نفوذ، بل معركة مفتوحة على الأرض عنوانها “السيطرة على الهضبة”. فبن حبريش يجسد اليوم الذراع السعودية القبلية والعسكرية في الوادي، بينما يمثل بارجاش والبحسني الامتداد الأمني والعسكري للإمارات في الساحل.

ما يجري يتجاوز الخلاف اليمني – اليمني؛ فهو إعادة رسم لحدود النفوذ بين الرياض وأبوظبي عبر خطوط النار، فيما تتحول حضرموت إلى ساحة اختبار حاسمة لميزان القوة. الأخطر أن هذا التصعيد يجري خارج أي ضوابط سياسية، ووسط تحشيد متبادل لا يملك خطوط رجعة، ما يجعل المحافظة أقرب من أي وقت مضى إلى حرب إقليمية بالوكالة تهدد بنسف ما تبقى من الاستقرار في شرق اليمن.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com