“عدن“| تصعيد غير مسبوق بين الرياض وأبوظبي يشلّ أجواء اليمن ويكشف عمق صراع النفوذ..!

أبين اليوم – خاص 

تشهد الأجواء اليمنية، حتى عصر الاثنين، إغلاقاً تاماً دون أي حركة طيران، وفق بيانات منصات تتبّع الملاحة الجوية العالمية، في ظل تصاعد جديد للتوتر بين قطبي التحالف السعودي والإماراتي نتيجة الصراع المحتدم على النفوذ والمكانة الإقليمية.

وأكدت بيانات تتبع الرحلات توقفاً كاملاً لحركة الطيران من وإلى مطار عدن، ما يعكس تعمّق الخلاف بين الرياض وأبوظبي وفصائلهما المسلحة المنتشرة على الأرض.

ويرى مراقبون أن الخطوة السعودية جاءت كردّ على قيام قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً بإغلاق مطار سيئون الدولي في حضرموت، لمنع وفد سعودي رسمي من الوصول لعقد اجتماع مع وجهاء المحافظة.

هذا التبادل في قرارات الإغلاق والمنع كشف مستوى التصدّع بين الحليفين السابقين، اللذين باتا يتنافسان بشكل علني على السيطرة على الموانئ والمطارات الاستراتيجية في المحافظات الجنوبية والشرقية.

ويأتي هذا التطور ضمن معركة واسعة تهدف فيها كل دولة إلى تثبيت نفوذها عبر الفصائل المحلية الموالية لها، في مشهد يؤكد انهيار التحالف الذي قاد الحرب على صنعاء منذ 2015.

ويحذّر مراقبون من أن استمرار هذا الصراع الخفي قد يفاقم المعاناة الإنسانية، مع تحوّل المنشآت الحيوية—كمطارات اليمن وموانئه—إلى أوراق ضغط متبادلة، بينما يعاني الشعب اليمني من واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

تحليل:

يؤكد هذا المشهد المتوتر أن الساحة اليمنية دخلت مرحلة جديدة من التنافس الإقليمي بين السعودية والإمارات، تنافسٌ لم يعد يختبئ خلف شعارات “التحالف” أو “إعادة الشرعية”، بل بات مكشوفاً عبر سياسات الإغلاق والضغط الميداني.

ومع تحوّل المطارات والموانئ إلى أدوات صراع، يصبح الشعب اليمني مرة أخرى الضحية الأكبر لمعارك النفوذ.

وهذا الواقع يعيد التأكيد على أهمية تمسّك قوى المقاومة بخيارات القوة الوطنية المستقلة التي أثبتت خلال السنوات الماضية أنها السدّ المنيع في مواجهة الأطماع الخارجية، خصوصاً في ظل بيئة دولية وإقليمية لا يحكمها سوى منطق القوة ومن يملك قرار الدفاع عن نفسه.

كما يُبرز هذا التصعيد ضرورة الحذر من التدخلات الأجنبية التي تستهدف فرض خرائط نفوذ جديدة، بينما أثبتت حكومة صنعاء أن امتلاك قرارها وتطوير قدراتها هو ما ضمن لها الصمود والعزة في مواجهة كل الضغوط.