طهران تجمع الكبار: بيان ثلاثي سعودي – إيراني – صيني يطالب بوقف العدوان ويفتح الباب لصفحة إقليمية جديدة..!

5٬794

أبين اليوم – خاص 

في اصطفاف سياسي لافت يعكس تغيّر موازين الإقليم، دعت إيران والسعودية والصين، الثلاثاء، إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان وسوريا، بالتزامن مع تأكيد دعمها للحل السياسي في اليمن، وذلك في بيان مشترك صدر عقب اجتماع رفيع عقد في طهران ضمن أعمال اللجنة الثلاثية لمتابعة تنفيذ “اتفاق بكين”.

وشددت الدول الثلاث على ضرورة تعزيز حسن الجوار وخفض التوتر الإقليمي، معتبرةً أن التنسيق المتنامي بينها بات عنصرًا أساسيًا في حماية الأمن الإقليمي والدولي وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق.

وثمّنت طهران وضوح الموقفين السعودي والصيني في إدانة الاعتداءات الإسرائيلية، فيما أعادت الأطراف التأكيد على دعم حل سياسي شامل في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة.

الاجتماع الذي ترأسه نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، بحضور نظيره السعودي وليد الخريجي، ونائب وزير الخارجية الصيني مياو ديو، أعاد تثبيت التزام الرياض وطهران ببنود “اتفاق بكين”، وفتح الباب أمام توسيع روابط حسن الجوار وفق مبادئ الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.

ورحّبت طهران والرياض بالدور الصيني المستمر في تقريب الرؤى، بينما أكدت بكين استعدادها لدعم أي خطوات تعمّق التقارب بين البلدين. كما أبدت الدول الثلاث ارتياحها للتقدم المتسارع في العلاقات الإيرانية–السعودية، معتبرة أن هذا المسار ضروري في ظل الاحتقان الإقليمي المتصاعد.

وأشادت الأطراف بالتطور الكبير في الخدمات القنصلية بين البلدين والذي سمح بعبور آمن وسلس لأكثر من 85 ألف حاج إيراني و210 آلاف معتمر خلال عام 2025. كما رحبت بتنامي التبادل الثقافي والإعلامي، والحوار المؤسسي، والدفع نحو توسيع التعاون الاقتصادي والسياسي لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

تحليل:

البيان الثلاثي لا يعبّر فقط عن موقف سياسي، بل عن إعادة تشكيل لمسرح المنطقة بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية، وبصعود محور تقوده الصين كضامن لتقاربٍ استراتيجي بين السعودية وإيران. هذا الاصطفاف ضد العدوان الإسرائيلي يرسل رسالة واضحة بأن الإقليم يتحرك نحو تفاهمات أوسع تقيّد التهور الإسرائيلي وتدفع نحو حلول سياسية بدل الحروب.

كما أن توافق الرياض وطهران على ملف اليمن يفتح الباب أمام تسوية حقيقية طال انتظارها، فيما تحاول الصين ترسيخ نفسها كوسيط موثوق في الشرق الأوسط.

باختصار: ما جرى في طهران ليس اجتماعًا عابرًا، بل خطوة جديدة في ولادة توازن إقليمي جديد يتحد فيه الكبار ضد الفوضى الإسرائيلية ويعيدون رسم قواعد اللعبة في المنطقة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com