“عدن“| المدينة تغرق في الظلام وسط صراع الوقود وتصدّع السلطة..!
أبين اليوم – خاص
تفاقمت أزمة الكهرباء مجدداً في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة، وسط انهيار شبه كامل لمنظومة الطاقة وتراجع القدرة التوليدية إلى نحو 65 ميجاوات فقط من محطة المسيلة، فيما توقفت بقية المحطات عن العمل بسبب نفاد الوقود بشكل تام.
وأكدت مصادر محلية أن ساعات انقطاع التيار تجاوزت 14 ساعة يومياً مقابل ساعتين فقط من التشغيل، محذّرةً من ارتفاعها إلى 16 ساعة خلال الساعات المقبلة ما لم يتم تزويد المحطات بالوقود على وجه السرعة.
ويواجه سكان المدينة أوضاعاً قاسية، إذ باتت الانقطاعات الطويلة تثقل الحياة اليومية وتشلّ القطاعات الخدمية والتجارية، في ظل عجز حكومي مزمن عن إيجاد حلول مستدامة لأزمة الكهرباء التي تتكرر سنوياً.
وفي تطور يعكس تعقّد المشهد الأمني والاقتصادي، أقدم جنود يتبعون قوات “الحزام الأمني” التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على إقامة قطاع عسكري بالقرب من محطة حسان في محافظة أبين، واحتجزوا عدداً من ناقلات النفط الخام المخصصة لمحطة المسيلة، احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم، ما زاد من تفاقم أزمة الوقود في عدن.
وتعكس أزمة الكهرباء في عدن تصدّع التحالف السعودي–الإماراتي على الأرض، إذ يتحول ملف الخدمات الحيوية إلى ساحة تصادم بين الأطراف المتنافسة على النفوذ في الجنوب.
فالتحكم بالوقود والكهرباء أصبح أداة ضغط سياسية، يستخدمها المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً لممارسة نفوذ مباشر، في حين تحاول الحكومة المدعومة سعودياً إبراز سلطتها الرسمية رغم محدودية قدرتها التنفيذية.
ويعكس هذا المشهد أن الأزمة الاقتصادية والخدمية في عدن ليست مجرد إخفاق تقني أو مالي، بل جزء من صراع أوسع على السلطة والموارد، حيث تتشابك المصالح العسكرية والسياسية مع الحياة اليومية للمواطنين، ما يزيد من هشاشة الاستقرار ويهدد بإشعال احتقان شعبي واسع إذا استمر الوضع على ما هو عليه..!