“أبوظبي“| عقب استبعاد فصائلها من مناورات “الموج الأحمر”.. الإمارات تستدعي وزير دفاع حكومة “بن بريك“..!
أبين اليوم – خاص
استدعت الإمارات، السبت، وزير الدفاع في حكومة عدن، محسن الداعري، برفقة مستشارين له إلى العاصمة أبوظبي، وذلك على خلفية استبعاد فصائل إماراتية من مناورة بحرية تقودها السعودية في البحر الأحمر. وجاء الاستدعاء بعد ساعات من استدعاء الإمارات لسفير عدن على أراضيها، في خطوة تعكس الغضب الإماراتي من الاستبعاد.
وأعلنت السعودية عن اختتام المناورة التي شاركت فيها فصائل بحرية موالية لها، مع قصر المشاركة على فصيل بقيادة عبدالله النخعي، المقرب من الرئيس الأسبق هادي وتحت الإشراف الأمريكي المباشر.
بالمقابل، تم استبعاد بقية الفصائل اليمنية، بما فيها قوات طارق صالح المتمركزة عند باب المندب، وفصائل المجلس الانتقالي التي تمتلك وحداتها البحرية.
وتشير هذه الخطوة إلى محاولة السعودية السيطرة على مهام تأمين البحر الأحمر، ما يحد تدريجيًا من النفوذ الإماراتي على طول الشريط الغربي لليمن وجزر البحر الأحمر الحيوية.
وتأتي هذه التحركات في سياق تصعيد سعودي متزامن مع تعزيز وجودها العسكري في باب المندب، بما في ذلك صفقة مع جيبوتي لتشغيل أهم الموانئ على البحر الأحمر، في حين تحاول الإمارات الحفاظ على نفوذها عبر قواعد عسكرية في الجزر والبر اليمني.
وتعكس هذه التحركات الإماراتية الأخيرة صراع النفوذ المستمر بين حلفاء التحالف العربي في اليمن، بين الرياض وأبوظبي، على امتداد الساحل الغربي وباب المندب.
الاستدعاء المفاجئ لوزير دفاع عدن على خلفية استبعاد فصائل إماراتية من مناورة بحرية تقودها السعودية ليس مجرد خلاف تكتيكي، بل مؤشر على إعادة رسم معالم القوة في المنطقة.
فالخطوة السعودية تعكس رغبة في توحيد السيطرة على البحر الأحمر تحت قيادة أمريكية مباشرة، بينما تظهر الإمارات محاولة للحفاظ على نفوذها التاريخي عبر الفصائل المحلية المنتشرة في الجزر والموانئ الحيوية. هذا التصادم يعكس عمق التنافس الاستراتيجي بين قوى التحالف، ويضع اليمن مرة أخرى في قلب صراع نفوذ إقليمي ودولي.
كما يمثل الاستدعاء الإماراتي لوزير دفاع عدن علامة واضحة على تصاعد الصراع الخفي بين الرياض وأبوظبي على إدارة الملف اليمني، وعلى السيطرة الاستراتيجية للبحر الأحمر والممرات البحرية الحيوية. فبينما تسعى السعودية لفرض قيادة مركزية أمريكية على الفصائل، تحاول الإمارات الاستمرار في لعب دور الوكيل الإقليمي، مستغلة وجودها العسكري التقليدي وقواعدها في الجزر والموانئ.
هذا الصراع يعكس أن اليمن لم يعد مجرد ساحة حرب محلية، بل أصبح محورًا لإعادة ترتيب النفوذ الإقليمي والدولي، حيث تتداخل مصالح القوى الغربية والإقليمية في مضيق حيوي عالمي. ومن المرجح أن يؤدي هذا التنافس إلى زيادة التوترات في السواحل الغربية، وربما تحويل الموانئ والممرات البحرية اليمنية إلى ساحة للمواجهة غير المباشرة بين القوى الكبرى.