“حضرموت“| وسط تشابك السباق الإقليمي والدولي.. تجميد ملف المحافظة سياسياً.. والعين على حسم عسكري..!
أبين اليوم – خاص
بدأت أطراف محلية، الاثنين، تحشيدات عسكرية واسعة في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، مع تجميد الملف السياسي الخاص بتعيين المحافظ، وسط تصاعد الأزمة وتشابك مصالح إقليمية ودولية في المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
ونفذ محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، جولة تفقدية لمعسكرات قوى مناهضة للمجلس الانتقالي، شملت معسكرات درع الوطن التابعة للسعودية ومواقع المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة على حزب الإصلاح. وتعد هذه أول زيارة يقوم بها المحافظ لتلك المعسكرات منذ تنصيبه قبل عدة سنوات، في مؤشر على تصعيد مراقب ومضبوط.
وجاءت الجولة في وقت يشهد فيه المجلس الانتقالي تحركات لتغيير المحافظ، في ظل صراع حول البديل، بعد غياب أعضاء الانتقالي عن اجتماع المجلس الرئاسي بالرياض، الأمر الذي دفع فرج البحسني إلى إصدار بيان يتوعد بإجراءات انفرادية، في إشارة إلى تعيين محافظ جديد.
وتتزامن التحشيدات العسكرية مع محاولات الانتقالي التوغل في مناطق النفط بوادي وصحراء حضرموت، مع تهديد مباشر بالتصعيد العسكري في حال استهداف قواته، بينما يتداول ناشطو “شباب الغضب”، التابع للانتقالي، رسائل احتجاجية تحذر من أي مساس بالفصائل التابعة لهم.
على الصعيد الدولي، أعلنت السفارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي دعم المحافظة بمشاريع رمزية، أبرزها تقديم سيارة إسعاف، في رسالة واضحة لدعم السلطة الحالية بقيادة المحافظ بن ماضي، بالتزامن مع محاولات أعضاء سعوديين بالمجلس الرئاسي دفع سالم الخنبشي لتولي المنصب، في صراع نفوذ مباشر بين التحالف الغربي والإقليمي.
وتشير هذه التطورات إلى أن حضرموت أصبحت ساحة صراع مركزي بين النفوذ الإقليمي والدولي، حيث يمثل التوتر بين الانتقالي والمحافظ الحالي تجسيداً للصراع على السيطرة الاقتصادية والسياسية للمحافظة الغنية بالموارد.
التحشيدات العسكرية والتجميد السياسي للملف تشير إلى استراتيجية فرض أمر واقع على الأرض، بينما تأتي الخطوات الأمريكية والأوروبية لدعم بن ماضي كوسيلة لحماية مصالحها في قطاع النفط والغاز، وقطع الطريق أمام محاولات القوى الإقليمية إعادة ترتيب السلطة.
وفي هذا السياق، تبدو المحافظة مرشحة لتصعيد محتمل قد يعيد رسم التحالفات العسكرية والسياسية على المستويين المحلي والإقليمي، مع انعكاسات مباشرة على استقرار شرقي اليمن.