مع انتقال ملف عدن إلى بريطانيا.. تفجر الخلافات داخل ”التكتل الوطني للأحزاب”..!
أبين اليوم – خاص
عصفت خلافات واسعة، الخميس، بأكبر تكتل حزبي شكلته الولايات المتحدة في اليمن، وذلك بالتزامن مع تسلّم بريطانيا ملف الإشراف على حكومة عدن.
فقد كشف أحمد عبيد بن دغر، رئيس ما يعرف بـ”التكتل الوطني للأحزاب”، عن احتدام الصراع داخل المكونات الموالية للتحالف في الجنوب، مشيرًا إلى “هجوم” أجنحة داخل التحالف على حزب الإصلاح، وهجوم الأخير على الاشتراكي والناصري.
ويمثل التكتل أحد أهم الأطر السياسية التي دفعت بها السفارة الأمريكية والمعهد الديمقراطي الأمريكي في عدن، بهدف توحيد القوى اليمنية الموالية للتحالف في جنوب البلاد. غير أن جذور الصراع بين هذه المكونات أعمق بكثير، بفعل تشابك النفوذ الإقليمي والدولي الذي أعاد تشكيل خريطة الولاءات خلال السنوات الأخيرة.
ويأتي انفجار هذه الخلافات في توقيت حساس، إذ تزامن مع وصول وفد بريطاني رفيع إلى عدن، بقيادة وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هاميش فالكنر.
وقد واصل فالكنر زيارته للمدينة بجولة ميدانية رفقة عضو المجلس الرئاسي عبدالله العليمي ووزير خارجية حكومة عدن شائع الزنداني، في خطوة اعتُبرت بمثابة إرساء لواقع سياسي جديد داخل مدينة تعد معقلاً رئيسيًا للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتأتي الجولة في ظل توتر متصاعد بين العليمي والزنداني من جهة، والانتقالي من جهة أخرى، على خلفية ملفات سياسية حساسة، أبرزها إعلان الزنداني إسقاط “حل الدولتين” من أجندة المفاوضات. كما تُقرأ الزيارة البريطانية كرسالة دعم لحكومة عدن التي تخوض صراعات مفتوحة على الإيرادات مع أحزاب المؤتمر والإصلاح والانتقالي، وهي قوى تعتمد في بقائها على الموارد المحلية جنوبًا وشرقًا.
وتكشف هذه التطورات عن مرحلة جديدة من إعادة التموضع في الجنوب، حيث تسعى بريطانيا – على ما يبدو – لإعادة هندسة مراكز النفوذ داخل عدن بالتوازي مع تراجع الدور الأمريكي المباشر.
تفكك التكتل الحزبي الذي تأسس لتوحيد القوى الموالية للتحالف يشير إلى هشاشة البنية السياسية التي قامت عليها تلك المكونات منذ سنوات، وإلى أن صراع المصالح والإيرادات بات يفوق قدرة أي مظلة خارجية على ضبطه.
ومع تمدد الدور البريطاني، قد تتجه عدن نحو إعادة توزيع جديدة للسلطة، عمادها القوى الأكثر قدرة على تأمين الموارد، وليس تلك التي تحظى بالدعم السياسي الخارجي فقط، ما ينبئ بتصاعد التنافس بين أجنحة التحالف خلال المرحلة القادمة.