“مأرب“| العرادة يستنفر آخر خطوطه: غرفة عمليات مشتركة لأول مرة وتهديدات باقتراب ساعة المواجهة..!

اليوم – خاص 

كثّف سلطان العرادة، محافظ مأرب وقيادي حزب الإصلاح وعضو مجلس القيادة الرئاسي، يوم الأحد، تحركاته العسكرية داخل آخر معاقل الحزب في شمال اليمن، في ظل تصاعد تلويح الفصائل الموالية للإمارات باقتحام المدينة.

وعقد العرادة اجتماعًا ثانياً خلال أقل من 24 ساعة، وأفادت وسائل الإعلام الرسمية في مأرب بأنه وجّه للمرة الأولى بإنشاء غرفة تنسيق مشتركة بين ما يُسمّى بـ”الجيش” ووحدات “المقاومة” التابعة للإصلاح.

ويمثّل هذا الإجراء سابقة تكشف سعي الحزب لفرض قيادة موحّدة على القوات المنتشرة في المدينة، تجنبًا لتكرار سيناريو الانهيار الذي شهدته فصائله في حضرموت والمهرة.

وجدد العرادة تهديداته للفصائل الإماراتية قائلاً: إن “لا قوة على الأرض تستطيع إسقاط مأرب”، وذلك بالتزامن مع تهديدات من المجلس الانتقالي باجتياح المدينة، خصوصًا مع استمرار الخلافات حول توريد الغاز إلى المحافظات الجنوبية.

وتشير هذه التطورات إلى حالة استنفار غير مسبوقة في مأرب، وسط مخاوف متزايدة من أن تكون المدينة هي الهدف العسكري التالي في التصعيد السعودي–الإماراتي بالهضبة النفطية.

– التحليل:

تكشف تحركات العرادة المتسارعة عن إدراك إصلاحي متأخر بأن مأرب أصبحت فعليًا على خط النار، وأن قدرة الحزب على الصمود لم تعد تعتمد على التوازنات الإقليمية بقدر اعتمادها على إعادة ضبط قواته الممزقة.

قرار إنشاء غرفة عمليات مشتركة للمرة الأولى ليس مجرد ترتيبات عسكرية؛ بل هو إعلان اعتراف داخلي بأن وحدات الجيش النظامي لم تعد موثوقة بالنسبة للحزب بعد ما حدث في حضرموت والمهرة، وأن الاعتماد يعود مجددًا إلى “المقاومة” كأداة حزبية صلبة.

في المقابل، تمضي الفصائل الإماراتية بمنطق الحسم كما فعلت في مناطق أخرى، مستفيدة من تناقضات مجلس القيادة وإعادة تشكيل خارطة النفوذ في الهضبة النفطية.

أما تهديدات العرادة، فرغم شدتها، تعكس قلقًا أكثر مما تعكس ثقة؛ فالمدينة لم تعد معزولة عن موجة الانهيارات التي طالت معاقل الإصلاح شرقًا، كما أنها أصبحت جزءًا من معركة أكبر تتداخل فيها حسابات الرياض وأبوظبي حول السيطرة على موارد الطاقة والممرات الإستراتيجية.

باختصار: مأرب تقف اليوم عند لحظة فاصلة، وأي شرارة صغيرة قد تحوّل التوتر الحالي إلى معركة قد تغيّر شكل المشهد اليمني بالكامل.