“مأرب“| الإصلاح يخنق الانتقالي: وقف الغاز يشعل أزمة في عدن وحضرموت..!
اليوم – خاص
خنق حزب الإصلاح في مأرب، شمال شرقي اليمن، المجلس الانتقالي الموالي للإمارات عبر إيقاف إمدادات الغاز المخصصة لمحافظتي عدن وحضرموت، ما تسبب بأزمة خانقة خلال الأيام الماضية.
وذكرت مصادر محلية أن مدينتَي عدن وحضرموت تشهدان انقطاعًا شبه كامل للغاز المنزلي، إذ أغلقت محطات التعبئة أبوابها بعد نفاد الكميات المتبقية لديها. وبحسب المصادر، فإن ضخ الغاز القادم من مأرب متوقف منذ نحو أسبوع، ما أدى إلى ارتفاع سعر الأسطوانة إلى أكثر من 25 ألف ريال.
وتزامنت هذه الخطوة مع سيطرة قوات الانتقالي على وادي حضرموت، حيث أقدمت سلطات مأرب الخاضعة للإصلاح على وقف الكميات المخصصة لعدن وحضرموت في خطوة اعتبرتها مصادر سياسية إجراءً انتقاميًا ردًا على تصعيد المجلس في الهضبة النفطية.
– التحليل:
تدلّ سياسة “خنق الإمدادات” التي يعتمدها الإصلاح على انتقال المواجهة مع الانتقالي من الميدان العسكري إلى ساحة الاقتصاد والخدمات، وهي ورقة لطالما احتفظت بها مأرب بحكم سيطرتها على أهم مصادر الطاقة في البلاد.
وقف توريد الغاز يوجّه رسالة مزدوجة: الأولى للانتقالي مفادها أن تقدّمه في حضرموت لن يكون بلا ثمن، والثانية لحلفائه الإقليميين بأن الإصلاح ما زال يمتلك أدوات ضغط قادرة على التأثير في المحافظات الخاضعة لخصومه.
في المقابل، يجد الانتقالي نفسه أمام تحدٍّ غير مباشر في مناطقه، حيث قد تؤدي الأزمة إلى تآكل رصيده الشعبي في عدن وحضرموت، خصوصًا مع ارتفاع الأسعار واتساع الغضب المحلي.
بهذا المعنى، يتحوّل الغاز إلى سلاح استراتيجي يعيد رسم خطوط الاشتباك الاقتصادي بين الطرفين، ويكشف أن معركة النفوذ في اليمن لم تعد تُحسم بالسلاح فقط، بل أيضًا بالتحكم بمصادر الطاقة ومساراتها.