“عدن“| وسط توتر غير مسبوق بين فرقاء التحالف.. أعضاء الحكومة يغادرون ‎المدينة.. ‎والرياض تدرس إجراءات انتقامية ضد الانتقالي..!

5٬891

أبين اليوم – خاص 

غادر أعضاء الحكومة الموالية للتحالف مدينة عدن، وسط اضطرابات واسعة تعصف بالمدينة عقب انسحاب القوات السعودية وتصاعد التوتر بين الرياض والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.

وتشير مصادر سياسية إلى أن مغادرة الطاقم الحكومي جاءت في ظل احتقان متزايد بين الطرفين، خصوصاً بعد تحركات الانتقالي وسيطرته على محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن.

وفي تصريح لوكالة رويترز، أكد قيادي بارز في المجلس الانتقالي أن مغادرة الحكومة لم تتم بطلب من المجلس، ما يعكس حجم الارتباك داخل المشهد الإداري والسياسي في عدن.

وكان رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الحكومة سالم بن بريك قد غادرا في وقت سابق إلى الرياض، حيث أطلق العليمي انتقادات لاذعة لتحركات الانتقالي، مطالباً بسحب قواته من حضرموت والمهرة بما يتوافق مع الموقف السعودي.

وتفيد مصادر مطلعة بأن الرياض تدرس اتخاذ إجراءات عقابية ضد المجلس الانتقالي بعد رفضه الاستجابة لضغوطها بسحب قواته من المحافظتين.

كما لم تستبعد تلك المصادر أن تشهد مناطق سيطرة الانتقالي أزمات اقتصادية متصاعدة نتيجة احتمال رفع السعودية للدعم الاقتصادي، في ظل ما تعتبره “تمرداً” على توجيهاتها.

تحليل:

المشهد الحالي يكشف انتقال التوتر بين السعودية والانتقالي من مرحلة الاحتكاك السياسي إلى مرحلة صراع النفوذ العلني. خروج الحكومة من عدن يعكس فقدان السيطرة الإدارية وتراجع الثقل السعودي داخل المدينة، في وقت يسعى فيه الانتقالي لفرض واقع جديد بدعم إماراتي مباشر.

ومع أن الرياض لا تبدو متجهة نحو مواجهة عسكرية، إلا أن خيارات الضغط الاقتصادي والسياسي قد تكون الأشد تأثيراً على الانتقالي، خصوصاً أن مناطقه تعتمد بشكل شبه كامل على الدعم الخارجي لتسيير الخدمات.

وفي هذا السياق، تؤكد التطورات أهمية امتلاك القوى الوطنية لقرارها وسيادتها بعيداً عن التحالفات المتقلبة، فالأطراف التي تربط مصيرها بالقوى الخارجية ستجد نفسها سريعاً أمام أزمات وانهيارات بمجرد تغيّر ميزان المصالح الإقليمي.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com