“عدن“| الانتقالي يحوّل ملف الشمال إلى مسرح للهروب السياسي: الزبيدي يراوغ بين الجنوب والمواجهة مع صنعاء..!
أبين اليوم – خاص
رغم الضغوط السعودية على مناطق سيطرة المجلس الانتقالي شرق اليمن، شرع عيدروس الزبيدي، الأربعاء، في تحرك جديد نحو الشمال، ليعقد لأول مرة منذ سنوات لقاءً مع محافظ عدن في البيضاء، الواقعة ضمن مناطق النفوذ الشمالي.
ووفق وسائل إعلام الانتقالي، كرّس اللقاء لمناقشة مواجهة من وصفهم بـ “الحوثيين” تحت ذريعة حماية الجنوب، في حين كان نائب الزبيدي، أبوزرعة المحرمي، يعقد لقاءً متزامنًا مع وزير دفاعه في حكومة عدن، محسن الداعري، حول “رفع الجاهزية والتعبئة لمواجهة الحوثيين”.
هذه التحركات تأتي في وقت كان يُفترض أن يركز الانتقالي على تثبيت مكاسب ما بعد سيطرته على حضرموت والمهرة، إلا أنها تكشف عن أبعاد استراتيجية متعددة:
- خوف الزبيدي من رد صنعاء على أي خطوة انفصالية أو سياسية، ما دفعه لتشغيل ملفات شمالية تشتت الانتباه عن الجنوب.
- محاولة إشغال خصومه في السلطة الموالية للتحالف بملفات استنزافية في الشمال، ما يمنعهم من الرد على نفوذه جنوباً، خصوصاً حزب الإصلاح.
- التسويق السياسي للانتقالي كبديل عن القوى اليمنية المنهارة، مع حديث الزبيدي عن ترتيبات لهيكلة الرئاسي وتنصيبه بدلاً من رشاد العليمي.
في الواقع، الانتقالي لا يملك القدرة على أي مواجهة فعلية شمالاً: ظهره مكشوف مع سحب السعودية لدعمها، ومعقله الرئيس معرض للصواريخ والمسيرات، ووجوده في مناطق الجنوب يفرض عليه إرسال تعزيزات مستمرة لتغطية مساحات واسعة، وهو ما يعيق أي قدرة فعلية على القتال الشمالي.
ومع ذلك، يراوغ الزبيدي عبر تصعيد ملف الشمال لتحقيق أهداف خفية: إضعاف الشمال واستنزاف خصومه، خصوصاً الإصلاح، لتأمين طريقه نحو فرض ما يراه “دولة جنوبية”، حتى لو بقيت اليمن موحدة على الورق.
– تحليل:
تحركات الانتقالي شمالاً ليست سوى مسرحية سياسية محبوكة لإخفاء هشاشة قبضته على الجنوب أمام الضغوط السعودية وفشل إدارة حضرموت والمهرة بالكامل. الزبيدي يحاول استغلال ملفات الحوثيين الوهمية شمالاً لتشتيت الانتباه ورفع سقف النفوذ السياسي، لكنه فعليًا مكشوف لكل تهديد، سواء من صنعاء أو السعودية.
الأهم من ذلك، أن هذه الاستراتيجية تظهر الطبيعة العابرة للحدود للانتقالي: كل خطوة شمالية محسوبة لإضعاف الخصوم وتأمين مكاسب سياسية جنوبية، بينما الواقع العسكري والفني يفرض قيوداً صارمة تمنعه من أي مواجهة فعلية.
النتيجة أن الجنوب، رغم سيطرته الظاهرية، بات رهينة استراتيجية الزبيدي ومحاولاته السياسية الباهتة، مقابل خصومه الشماليين المتربصين.