“مأرب“| الانتقالي يلوّح بمحاولة انقلاب على العرادة: اتهامات للإصلاح وتعزيزات إماراتية تقترب من عاصمة النفط..!

5٬904

أبين اليوم – خاص 

كشف المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، يوم الاثنين، عن ما وصفه بمحاولة انقلاب استهدفت محافظ مأرب سلطان العرادة، في توقيت يتزامن مع تحركات عسكرية مكثفة لتعزيز الوجود الإماراتي في أهم محافظة نفطية شمال اليمن.

ونقل عدنان الأعجم، رئيس تحرير صحيفة الأمناء المحسوبة على الانتقالي، عن مصادر وصفها بالرفيعة، أن العرادة أحبط في اللحظات الأخيرة اتفاقًا مزعومًا بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثي.

وبحسب الرواية، كان الاتفاق يهدف إلى تشكيل تحالف لمواجهة “تهديدات خطيرة” تستهدف مأرب، وتقف الإمارات – وفق الزعم – خلفها.
ولم يصدر عن حزب الإصلاح أي تعليق رسمي ينفي أو يؤكد هذه الاتهامات.

وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع دفع فصائل موالية للإمارات بتعزيزات عسكرية كبيرة نحو تخوم مدينة مأرب. وأفادت مصادر قبلية في شبوة بانتشار ألوية من قوات الصاعقة التابعة لعيدروس الزبيدي، إلى جانب ألوية من “العمالقة”، في منطقة عارين الصحراوية الواقعة بين محافظتي مأرب وشبوة.

وكانت الفصائل الإماراتية قد أعلنت منطقة عارين، التي كانت تُعد معقلًا لفصائل محسوبة على الإصلاح، منطقة عمليات عسكرية خلال الفترة الماضية.

ولا يزال الغموض يحيط بما إذا كان الحديث عن “محاولة انقلاب” يهدف إلى تفكيك البنية السياسية والعسكرية لمأرب من الداخل، أم أنه يمهّد لتبرير ترتيبات عسكرية أوسع باتجاه المحافظة.

غير أن توقيت الاتهامات والتحركات الميدانية يشير بوضوح إلى أن مأرب باتت على رأس أولويات الصراع الإقليمي، بوصفها مركز ثقل النفط والغاز في اليمن.

ويُذكر أن سلطان العرادة عاد مؤخرًا إلى مدينة مأرب بعد أشهر من الغياب، في ظل ما وُصف بإقامة جبرية في السعودية. وكان قد أبدى، في أول تصريح له عقب عودته، تأييدًا لسيطرة الانتقالي على حضرموت والمهرة، واصفًا تلك المحافظات بـ“النتوءات”، قبل أن يتراجع لاحقًا عن موقفه ويهاجم المجلس الانتقالي خلال اتصالات مع سفراء دول الرباعية الدولية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

تحليل:

توظيف رواية “محاولة انقلاب” في مأرب يكشف عن انتقال الصراع إلى مستوى أكثر خطورة، حيث باتت الاتهامات السياسية تُستخدم كغطاء لتحركات عسكرية تستهدف إعادة رسم خارطة السيطرة على الثروة.

فمأرب، بثقلها النفطي والغازي، لم تعد مجرد ساحة نفوذ محلي، بل جائزة استراتيجية في الصراع الإماراتي–السعودي داخل معسكر “الشرعية”.

كما أن ربط الإصلاح بالحوثيين، في هذا التوقيت تحديدًا، يبدو محاولة لنزع الشرعية السياسية عن قوى مأرب وتبرير أي عمل عسكري قادم.

ومع عودة العرادة إلى المشهد وتبدل مواقفه تحت ضغط إقليمي ودولي، تبدو المحافظة مقبلة على مرحلة شديدة الحساسية، قد تتحول فيها من آخر معاقل “الشرعية” شمالًا إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية، تُدار بذريعة الأمن، بينما جوهرها السيطرة على النفط والقرار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com