“عدن“| في تصعيد غير مسبوق: الانتقالي يقتحم البنك المركزي.. ويُمهّد لإعلان الانفصال بدفع إماراتي..!
أبين اليوم – خاص
واصل المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، الخميس، تصعيده في ملف الانفصال، في ظل ضغوط إماراتية متزايدة لدفعه نحو خطوات أحادية متسارعة.
وفي تطور غير مسبوق، أقدمت فصائل تابعة للمجلس على اقتحام مقر البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن، ورفعت علم الانفصال على ساريته.
وأفادت مصادر داخل البنك بأن الفصائل المقتحمة قامت بكسر خزائن تحتوي على مليارات من العملة الجنوبية السابقة المعروفة بـ“الدينار”، في سابقة تُعد الأخطر منذ نقل مقر البنك من صنعاء إلى عدن عام 2016. ويُعد البنك المركزي آخر مؤسسة سيادية حافظت، نسبياً، على قدر من الحياد والاستقلال بعيداً عن صراعات الفصائل الجنوبية.
وجاء هذا التطور بعد يوم واحد فقط من اتصال هاتفي جمع السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن بمحافظ البنك المركزي، خُصص لمناقشة سبل تحييد البنك وحمايته، في ظل مخاوف دولية من انهيار اقتصادي شامل، لا سيما على مستوى العملة الوطنية.
وتزامن اقتحام البنك مع حملة إعلامية واسعة قادتها وسائل إعلام وناشطو المجلس الانتقالي للترويج لمزاعم عن تحديد موعد لإعلان ما يسمونه “قيام الدولة الجنوبية”.
ونقل الصحفي الجنوبي المقرب من عيدروس الزبيدي والمقيم في أبوظبي، هاني مسهور، أن المجلس حدد العشرين من ديسمبر الجاري موعداً لإعلان الانفصال رسمياً.
ورغم غموض ما إذا كان المجلس يستخدم هذه الخطوات كورقة مناورة في مواجهة خصومه، وعلى رأسهم السعودية، أم يتجه فعلاً نحو إعلان أحادي، إلا أن تقارير إعلامية متطابقة تحدثت عن ضغوط إماراتية مباشرة لدفع المجلس إلى حسم خيار الانفصال.
وبحسب المصادر، فإن رئيس الاستخبارات الإماراتية طحنون بن زايد وبّخ الزبيدي بسبب تأخر الإعلان، مطالباً إياه بتسريعه خشية متغيرات قد تطيح بالمكاسب التي تحققت حتى الآن.
تحليل:
يمثل اقتحام البنك المركزي في عدن لحظة فاصلة في مسار الأزمة اليمنية، إذ لم يعد التصعيد الانفصالي محصوراً في الخطاب السياسي أو السيطرة الأمنية، بل انتقل إلى استهداف صريح لآخر مؤسسة اقتصادية جامعة بين شمال البلاد وجنوبها.
هذه الخطوة تكشف أن المجلس الانتقالي مستعد لحرق أوراق شديدة الحساسية من أجل فرض واقع سياسي جديد، حتى وإن كان الثمن انهياراً اقتصادياً واسعاً يدفعه المواطنون.
كما تعكس الحادثة حجم الضغوط الإماراتية على قيادة الانتقالي، وسعي أبوظبي لتسريع إعلان الانفصال قبل أن تعيد السعودية أو الأطراف الدولية ترتيب المشهد في الشرق والجنوب.
وفي المحصلة، فإن استباحة البنك المركزي لا تهدد وحدة اليمن الاقتصادية فحسب، بل تنذر بتحويل الاقتصاد نفسه إلى سلاح في صراع النفوذ داخل معسكر “الشرعية”، بما يفتح الباب أمام مرحلة أكثر فوضوية وخطورة على مستقبل البلاد.