“حضرموت“| مع بدء توغل فصائلها عبر محورين صوب سيئون.. تصعيد جوي وبري سعودي..!
أبين اليوم – خاص
جددت السعودية، الخميس، طلعاتها الجوية فوق مدن صحراء ووادي حضرموت، بالتزامن مع بدء فصائل موالية لها التوغل ميدانياً عبر محورين باتجاه مدينة سيئون، المركز الإداري لوادي حضرموت.
وأفادت مصادر قبلية بأن مقاتلات سعودية ألقت قنابل دخانية في أجواء مديرية القطن المحاذية لمنطقة العبر، حيث تتمركز القوات السعودية شرقي اليمن.
وتُعد القطن ثاني مديرية محيطة بالعبر تتعرض لهذا النوع من القصف التحذيري، بعد مديريات أخرى شهدت إجراءات مماثلة خلال الأيام الماضية.
وتزامنت الطلعات الجوية مع تحركات ميدانية لفصائل “درع الوطن”، التي أعلنت شروعها في عملية انتشار منظم لتأمين الطرق والمواقع الحيوية.
وتشير هذه التحركات إلى تقدم بطيء ومدروس باتجاه حقول النفط في مديرية الخشعة (حورة ووادي العين) القريبة من العبر، إضافة إلى الاقتراب من مدينة سيئون، التي لا يفصلها عن العبر سوى مديرية شبام في حال السيطرة الكاملة على القطن.
واعتبرت القنابل الدخانية بمثابة رسائل إنذار مباشرة للفصائل الموالية للإمارات، محذّرة من أي تحرك عسكري مضاد، ومرفقة بتهديد واضح بقصف معسكراتها في حال التصعيد.
وتعزز هذه المؤشرات ما رافقها من نشر عشرات المدافع بعيدة المدى من نوع “جهنم” في منطقة العبر، ما يعكس تصعيداً لافتاً في الموقف العسكري السعودي شرق اليمن.
تحليل:
تكشف هذه التطورات أن السعودية انتقلت من مرحلة الضغط والتحذير إلى مرحلة فرض الوقائع الميدانية بالقوة في شرق اليمن.
فالدمج بين الطلعات الجوية التحذيرية، والتوغل البري البطيء، ونشر المدافع بعيدة المدى، يعكس عقيدة عسكرية تهدف إلى الحسم دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة مكلفة
كما أن توجيه الإنذارات المباشرة لفصائل الإمارات يؤكد أن الصراع لم يعد محصوراً في إدارة نفوذ داخل التحالف، بل بات معركة على السيطرة الاستراتيجية على وادي وصحراء حضرموت، بما تحمله من ثقل نفطي وجغرافي.
وفي حال استمر هذا المسار، فإن حضرموت مرشحة للتحول إلى نقطة كسر توازن داخل معسكر التحالف نفسه، بما ينعكس على مجمل المشهد اليمني ويعمّق تعقيدات أي تسوية سياسية قادمة.