“عدن“| لأول مرة منذ تأسيسه.. بن زايد يخضع الانتقالي تحت الانتداب الإماراتي..!

5٬888

أبين اليوم – خاص

وضعت الإمارات، المجلس الانتقالي الجنوبي – حليفها الأبرز جنوب اليمن – تحت وصاية عسكرية مباشرة لأول مرة منذ تأسيسه قبل سنوات.

وذكرت مصادر إعلامية جنوبية أن أبوظبي عيّنت ضابطًا إماراتيًا رفيعًا لقيادة هرم الانتقالي، مع منحه صلاحية مرافقة عيدروس الزبيدي خلال عودته المرتقبة إلى عدن، في خطوة تعكس انتقال أبوظبي من نمط “الإشراف غير المباشر” إلى قيادة ميدانية صريحة.

ويمثل هذا التحول نقطة فاصلة في علاقة الإمارات بالمجلس، بعد سنوات كان فيها الانتقالي يتلقى توجيهات أبوظبي عبر قنوات سياسية وعسكرية داخلية دون صبغة قيادة إماراتية معلنة.

وتباينت القراءات حول الخطوة المفاجئة؛ فهناك من يراها جزءًا من ترتيبات دمج قوات الانتقالي في وزارة الدفاع بحكومة عدن، خصوصًا عقب استدعاء أبوظبي لوزير الدفاع محسن الداعري. بينما يرى آخرون أنها تمهيد لـ تصعيد عسكري جديد في الجنوب أو على السواحل، بل يذهب البعض إلى اعتبارها جزءًا من ترتيبات إرسال عناصر من الانتقالي للقتال في السودان ضمن مسارات النفوذ الإقليمي.

في المقابل، أفادت مصادر رفيعة داخل الانتقالي بأن القرار يعكس قلقًا متزايدًا لدى الإمارات من إمكانية نجاح السعودية في استقطاب المجلس، خصوصًا بعد أن بدأت الرياض تعتمد قرارات الزبيدي وتتعامل معه بمرونة غير مسبوقة رغم تاريخ الصدام السياسي.

وتخشى أبوظبي، وفق تلك المصادر، من وجود صفقة غير معلنة بين الرياض وتيار الزبيدي، لا سيما بعد “المغازلة” السعودية المكثفة في حضرموت، ما يدفع الإمارات لإحكام قبضتها على قرارات المجلس تحت غطاء “التقييم العسكري”.

ويأتي تعيين الضابط الإماراتي مباشرة عقب استدعاء وزير دفاع حكومة عدن إلى أبوظبي، في سياق يعكس حجم الاشتباك السياسي بين الرياض وأبوظبي حول مستقبل الجنوب وملفات حساسة أبرزها باب المندب ومناطق النفط شرق اليمن.

تكشف هذه الخطوة الإماراتية عن مرحلة جديدة من إعادة ضبط النفوذ في الجنوب، وسط صراع صامت لكنه عميق بين أبوظبي والرياض على إدارة الخارطة الجيوسياسية اليمنية. فالإمارات – التي بنت نفوذًا واسعًا داخل الانتقالي خلال سنوات الحرب – باتت تخشى تراجع قبضتها لصالح السعودية، التي تتحرك بذكاء وهدوء لإعادة تشكيل ولاءات القوى المحلية.

ومن شأن وضع المجلس تحت قيادة عسكرية إماراتية مباشرة أن يعمّق الانقسام داخل بنية الانتقالي، ويعيد خلط الأوراق في جنوب اليمن، وربما يمهّد لمرحلة صدام نفوذ بين السعودية والإمارات قد ينعكس على مسار الملف اليمني بأكمله خلال الأشهر المقبلة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com