“حضرموت“| السعودية تُحكِم قبضتها على صحراء اليمن الشرقية وسط سباق نفوذ متصاعد مع الإمارات..!

5٬893

أبين اليوم – خاص 

شددت السعودية، حضورها العسكري في صحراء اليمن الشرقية، في خطوة تعكس تصاعد التنافس مع الإمارات على مناطق النفوذ الحيوية.

وتداولت منصات جنوبية صورًا لأرتال عسكرية سعودية تنتشر في الامتداد الصحراوي من الجوف شمالًا إلى حضرموت شرقًا، ضمن تعزيزات جديدة لقوات “درع الوطن” المتمركزة على خارطة انتشار واسعة في الربع الخالي، الذي يضم واحدًا من أكبر المخزونات النفطية غير المستغلة.

يأتي هذا التحرك في ظل احتدام الصراع السعودي – الإماراتي على هضبة حضرموت النفطية، التي شهدت قبل يومين أولى الضربات الجوية من نوعها، بالتزامن مع اعتراض قبائل الصيعر على خطة الانتشار السعودي وتمسكها بمنح مسلحي القبائل مسؤولية تأمين الحدود اليمنية.

ورغم أن الرياض تبرر خطواتها المتسارعة بضرورات المواجهة مع الإمارات، إلا أن نشر فصائلها السلفية يكشف توجهًا سعوديًا لحسم ملف المنطقة التي عملت لعقود على استقطابها تدريجيًا عبر مجالس محلية وتحالفات قبلية، مستفيدة من الانقسام المستمر في الشمال والجنوب.

وتشير هذه التطورات الأخيرة إلى أن صحراء اليمن الشرقية أصبحت مسرحًا مفتوحًا لصراع نفوذ إقليمي يتجاوز مسألة “الأمن الحدودي” إلى تنافس مباشر على الثروات النفطية وممرات السيطرة الاستراتيجية.

فالسعودية، عبر تعزيز قوات “درع الوطن”، تحاول فرض أمر واقع طويل الأمد يضمن لها السيطرة على عمق جغرافي حساس، بينما ترى الإمارات في هضبة حضرموت امتدادًا لمشروعها الأمني والاقتصادي في الجنوب.

وبين مسارح الانتشار العسكري واعتراضات القبائل، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مرحلة إعادة رسم ميزان القوى، حيث ستلعب الورقة القبلية والديمغرافية دورًا حاسمًا في تحديد الطرف القادر على تثبيت نفوذه الفعلي، في ظل دولة يمنية ضعيفة ومشهد إقليمي شديد السيولة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com