“حضرموت“| تحركات ميدانية وسياسية تمهّد لإسقاط آخر نفوذ سعودي شرق اليمن..!

5٬902

أبين اليوم – خاص 

كثّفت الإمارات، الاثنين، نشاطها السياسي والعسكري في ملف هضبة النفط شرقي اليمن، بالتزامن مع اقتراب موعد انطلاق معركتها الجديدة بشكل رسمي. وشهدت كلٌّ من حضرموت وأبوظبي لقاءات مكثفة تُظهر مستوى الحشد الجاري على الأرض.

في وادي حضرموت، ظهر أبو علي الحضرمي، أحد أبرز رجال الإمارات الأمنيين والعسكريين، داخل أهم معاقل الخصوم المدعومين سعوديًا. وعقد الحضرمي لقاءات مع شخصيات اجتماعية ومشايخ في مديريات الوادي والصحراء، وهي مناطق تُعدّ مركز نفوذ حلف القبائل بقيادة عمرو بن حبريش. وتركّزت اللقاءات على مناقشة الترتيبات الجارية لإسقاط مديريات الوادي والصحراء، آخر مناطق نفوذ الرياض شرق اليمن.

وجاء ذلك بعد إعلان قبائل الصحراء، وفي مقدمتها قبائل الصيعر – الأكبر في المنطقة – حالة تمرّد واضحة ضد السعودية، عبر بيان رفضت فيه مساعي الرياض لتعزيز حضورها عبر نشر فصائل “درع الوطن”. واعتُبر هذا التمرد نجاحًا لجهود الاستقطاب الإماراتي في المناطق المحاذية للحدود السعودية.

وبالتزامن مع التحركات الميدانية، شهدت أبوظبي لقاءً جمع رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي برئيس كتلة وحلف القبائل الموالي له، سالم بن سُميدع.

وقال بن سُميدع إن اللقاء ناقش مستقبل حضرموت “ما بعد سقوطها”، مشيرًا إلى أن الزبيدي تعهّد بدولة فيدرالية في الجنوب، في إشارة موجّهة لطمأنة القوى الحضرمية التي تتحفظ أو تعارض تمدد الانتقالي.

وتأتي هذه التصريحات في توقيت حساس، إذ تخشى القوى الحضرمية من تكرار تجارب سابقة تحولت فيها المحافظة النفطية الأهم إلى مركز نفوذ للقوى القادمة من عدن، ما دفع أبوظبي إلى محاولة استيعاب مخاوفهم قبل بدء المعركة.

وتشهد حضرموت منذ أيام حراكًا عسكريًا وسياسيًا مكثفًا، عقب منح الإمارات ضوءًا أخضر لميليشياتها للتحرك لإسقاط المنطقة نكاية بالسعودية. ويحشد المجلس الانتقالي قبليًا وعسكريًا نحو وادي حضرموت تحت غطاء الاحتفال بذكرى 30 نوفمبر، التي تصادف ذكرى خروج آخر جندي بريطاني من عدن.

وتشير كل هذه التطورات إلى أن أبوظبي اتخذت قرارًا واضحًا بحسم المعركة نهائيًا، خصوصًا في ظل التعزيزات الكبيرة التي تُدفَع برًا باتجاه المنطقة.

تؤكد كثافة التحركات الإماراتية أن معركة وادي حضرموت لم تعد احتمالًا، بل خيارًا استراتيجيًا تحاول أبوظبي فرضه قبل تغيّر الظروف الإقليمية. فالرهان الإماراتي يقوم على ضرب آخر نفوذ سعودي في الشرق، مع استثمار حالة الانقسام القبلي والتململ الشعبي تجاه الرياض.

لكن رغم قدرة الإمارات على الحشد العسكري، تبقى المعركة محفوفة بتحديات كبيرة، أهمها موقف القوى الحضرمية التي لا تزال مترددة في منح تفويض كامل للانتقالي. ما يعني أن أي حسم عسكري لن يكون نهاية الصراع، بل بداية فصل جديد من إعادة تشكيل خرائط النفوذ في المحافظة الأهم والأغنى في اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com