“عدن“| وقفة حاشدة لمئات المسرحين قسراً أمام قصر معاشيق للمطالبة بصرف مستحقات 16 شهراً..!

أبين اليوم – خاص 

نظم مئات المتقاعدين والمسرحين قسرًا من العسكريين والأمنيين والموظفين المدنيين، صباح الخميس، وقفة احتجاجية واسعة أمام بوابة القصر الرئاسي في معاشيق بمدينة عدن، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة واستكمال التسويات القانونية المتوقفة منذ سنوات، بحسب ما أفادت به صحيفة “الأيام”.

ورفع المحتجون شعارات تطالب بسرعة صرف مرتباتهم المتراكمة لعام 2025 قبل نهاية السنة المالية، إلى جانب وضع آلية واضحة لجدولة صرف مستحقاتهم عن 16 شهرًا من الأعوام الماضية، واستكمال أعمال اللجنة الرئاسية المكلفة بمراجعة ملفات المسرحين والمنقطعين والمتضررين من أحداث حرب 1994.

وأكد المشاركون أنهم تحملوا طويلًا الظروف المعيشية القاسية وغياب مصادر الدخل، لكن استمرار حرمانهم من حقوقهم الأساسية لم يعد مقبولًا، خاصة في ظل صرف مرتبات المسؤولين وامتيازاتهم “بشكل منتظم وبمبالغ طائلة”، وفق تعبيرهم.

وأوضح المحتجون أن تحركاتهم السلمية ستستمر حتى نيل كافة حقوقهم، سواء ما يتعلق بالحقوق المالية أو التسويات الإدارية المتصلة بخدمتهم، مشددين على أن صبرهم قد نفد بعد سنوات من التجاهل الرسمي.

ويأتي هذا التصعيد في ظل تنامي حالة الغضب بين المتقاعدين والمسرحين في مناطق حكومة الشرعية، نتيجة تقاعس الجهات المختصة عن صرف المستحقات أو إصدار القرارات اللازمة لتسوية أوضاع عشرات الآلاف ممن تعرضوا للإقصاء خلال العقود الماضية.

وتعكس هذه التحركات المتجددة حجم الانفجار الاجتماعي الكامن في مناطق الشرعية، حيث بات ملف المتقاعدين والمسرحين أحد أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا. فالتأخير المزمن في الرواتب والتسويات لا يعبّر فقط عن أزمة مالية، بل يكشف اختلالًا مؤسسيًا أعمق يضرب هياكل الدولة ويفرض كلفة اجتماعية متزايدة.

ومع استمرار الحكومة في تجاهل هذه الفئات، تتزايد فرص تحول الاحتجاجات إلى حركة ضغط أوسع قد تربك المشهد السياسي والاقتصادي في الجنوب، خاصة أن هذه الفئات تمثل جزءًا كبيرًا من القاعدة الاجتماعية التي تعاني من التدهور المعيشي وفقدان الثقة بالمؤسسات الرسمية.