الانتقالي يستسلم في حضرموت: إلغاء الفعالية.. تصعيد قضائي وعسكري وفتوى تكفير تُشعل المشهد..!
اليوم – خاص
ألغى المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، الأحد، فعالية كان يستعد لتنظيمها في مدينة سيئون، مركز وادي وصحراء حضرموت، في خطوة اعتبرتها مصادر سياسية تراجعًا مفاجئًا لصالح خصومه في المحافظة النفطية الأهم شرقي اليمن.
وكان رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، قد خطط لحضور الفعالية التي حشدت لها قوات ومناصرون من محافظات جنوبية عدة بهدف إظهار غطاء شعبي يمهّد للسيطرة على مناطق تُعدّ قلب النفوذ السعودي، قبل أن يتم إلغاء المشاركة في اللحظات الأخيرة.
وجاء هذا التراجع بعد أسبوع من تحشيد شعبي وعسكري مكثف للانتقالي، تخللته تهديدات للقبائل، ما دفع القوى الحضرمية لاتخاذ خطوات ميدانية معاكسة أبرزها السيطرة على حقول النفط وتعزيز قواتها في مداخل مديريات الوادي والصحراء، الأمر الذي ضيّق من هوامش التحرّك أمام المجلس رغم الدعم الإماراتي الكبير.
بالتوازي مع ذلك، صعّد الانتقالي أدواته القانونية والعسكرية، إذ استكملت قواته المدعومة إماراتيًا استعداداتها لخوض مواجهة مباشرة مع قوات حماية حضرموت التابعة لحلف القبائل بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش.

واستصدر المجلس أوامر قبض قهرية من النيابة الجزائية المتخصصة في حضرموت الساحل بحق الشيخ بن حبريش وقائد قوات الحلف مبارك بن بكر العوبثاني، مع توجيهات للأجهزة الأمنية بضبطهما «ولو باستخدام القوة القانونية»، في خطوة تعمّق حالة الاحتقان وتفتح الباب أمام مواجهة مفتوحة.
وفي سياق التصعيد، لجأ الانتقالي إلى توظيف ورقة دينية خطيرة بعد بث شيخ موالٍ له، يُدعى عبدالله شعيفان البكري، فتوى تُكفّر أبناء حضرموت الذين يقفون إلى جانب بن حبريش.
وقال البكري إن من يقاتل «الجيش الجنوبي» يُعدّ خارجيًا، وإن مقتله يكون «ميتة جاهلية»، في خطاب أعاد إلى الأذهان الفتاوى التي قُدمت عام 1994 لتبرير الحرب ضد الجنوب.
وأثارت الفتوى موجة غضب واسعة ومخاوف من إعادة تسييس الدين لتبرير الصراع الداخلي وفتح الباب أمام فصول جديدة من العنف.
تحليل:
تجمع التطورات الأخيرة في حضرموت بين ثلاثة مسارات خطيرة: تراجع سياسي مفاجئ للانتقالي، تصعيد قضائي وعسكري غير مسبوق، وعودة خطاب ديني تكفيري كان المجلس نفسه يهاجمه في السابق.
هذا المزيج يكشف أن المجلس الانتقالي يواجه واحدًا من أكبر تحدياته منذ تأسيسه، وأن معركته في حضرموت باتت تتجاوز السيطرة على الأرض إلى معركة شرعية وشعبية وأخلاقية.
وفي المقابل، تبدو القبائل أكثر ثقة ونفوذًا، مستفيدة من تغير التوازنات الإقليمية بعد حسم السعودية لمعركة الهضبة النفطية. ومع احتدام التوتر وتداخل الأجندات الإقليمية، تبدو حضرموت مقبلة على مرحلة حساسة قد تعيد تشكيل الخريطة السياسية في جنوب اليمن بأكمله.