الانتقالي يحتفي بـ“انضمام“ الضالع ويعجز عن استقطاب لحج.. وأبين تُدفع نحو الحسم العسكري قبيل مشاورات الرياض..!

5٬993

أبين اليوم – خاص 

احتفل المجلس الانتقالي الجنوبي، المنادي بانفصال جنوب اليمن، يوم الاثنين، بما وصفه «انضمام محافظة الضالع» إلى مشروعه السياسي، في وقت يواجه فيه صعوبات واضحة لإقناع محافظة لحج بالانخراط في مساره، بالتزامن مع تصعيد عسكري متزايد للضغط على محافظة أبين لفرض ما يسميه «دولته».

ويأتي هذا التحرك قبيل مؤتمر مرتقب في العاصمة السعودية الرياض، يسعى من خلاله المجلس إلى انتزاع تمثيل كامل للجنوب، مع تحييد بقية القوى السياسية والمكونات المحلية.

وخصصت وسائل إعلام الانتقالي الرسمية مساحة واسعة للترويج لانضمام السلطة المحلية في الضالع، رغم أن المحافظة تخضع فعليًا لسيطرة المجلس منذ انقلابه في 2019.

واعتبرت القناة الرسمية انضمام المحافظ، المعيَّن من قبل الرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي، «إنجازًا جديدًا» في سياق ما تصفه بإعلان الدولة الجنوبية.

وتُعد الضالع مسقط رأس أبرز قيادات الانتقالي، وعلى رأسهم عيدروس الزبيدي، وكان يُفترض أن تكون أولى المحافظات المنخرطة رسميًا في مشروعه منذ سيطرته على عدن عام 2016.

وخلال الفترة الأخيرة، حاول الزبيدي فتح قنوات تصالح مع خصومه في الضالع، خصوصًا القيادي في الحراك الجنوبي صلاح الشنفرة، الذي لم يحدد موقفه النهائي من التطورات الجارية، لا سيما في شرق اليمن.

وفي المقابل، لا تزال محافظات جنوبية عدة خارج عباءة الانتقالي، أبرزها لحج، حيث يحاول المجلس التعويل على شخصية محمود الصبيحي لتحييد موقف المحافظة، في ظل تمسك المحافظ الحالي التركي برفض إعلان الانضمام، رغم انتمائه للمنطقة ذاتها.

أما في أبين، فتشهد الأوضاع تصعيدًا لافتًا مع إعلان الانتقالي إطلاق عملية «الحسم» في محاولة جديدة لفرض السيطرة العسكرية، بعد فشل دعواته للاعتصام الشعبي والمطالبة بالانفصال، ورفض القوى المحلية الانخراط في مشروعه.

وتُعد أبين العقدة الأبرز أمام الانتقالي منذ انقلابه على حكومة هادي في 2019، وما تلاه من إقصاء وتنكيل بالقوى العسكرية والسياسية المناوئة له.

وتشير هذه التطورات إلى أن المجلس الانتقالي يواجه صعوبات حقيقية في تثبيت واقع سياسي موحد حتى في المناطق التي يزعم السيطرة عليها منذ سنوات، وهو ما قد ينعكس سلبًا على سقف طموحاته خلال المشاورات المرتقبة في الرياض، خاصة مع استمرار ابتعاد محافظات الشرق كليًا عنه، حيث لا يزال محافظو شبوة والمهرة وحضرموت محسوبين على المؤتمر الشعبي العام، ويتوزعون في ولاءاتهم بين الرياض وأبوظبي.

تحليل:

يكشف احتفاء الانتقالي بـ«انضمام» الضالع، رغم خضوعها له فعليًا منذ سنوات، حجم المأزق السياسي الذي يعيشه في محاولته تسويق نفسه ممثلًا حصريًا للجنوب.

فالعجز عن استقطاب لحج، واللجوء إلى القوة في أبين، يفضح هشاشة الإجماع الجنوبي الذي يدّعيه، ويحوّل مشروع الدولة من خيار سياسي إلى معادلة إكراه عسكري.

ومع اقتراب مشاورات الرياض، يبدو أن الانتقالي يحاول رفع رصيده شكليًا عبر إنجازات إعلامية وتصعيد ميداني، إلا أن واقع الانقسام الجنوبي، وابتعاد محافظات الشرق، قد يفرغ مطالبه من مضمونها، ويجعل طموحه بتمثيل الجنوب كاملًا أقرب إلى ورقة ضغط مؤقتة منها إلى مشروع قابل للحياة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com