“عدن“| في اعتراف ضمني بالعجز: مفوض الانتقالي يقر بفشل إعلان الانفصال ويراهن على تسوية أمريكية سعودية–إماراتية..!

5٬898

أبين اليوم – خاص 

كشف خالد اليماني، وزير الخارجية الأسبق في حكومة معين وأحد أبرز مفوضي المجلس الانتقالي لتسويق مشروع الانفصال خارجيًا، عن أزمة عميقة تعترض المجلس، في ظل فشله بإعلان ما يسميها “الدولة الجنوبية” أو حتى تنفيذ خيار الانسحاب من محافظات الشرق.

وأبدى اليماني، الذي كلفه رئيس المجلس الانتقالي بإدارة مسار الانفصال على المستوى الخارجي، تعويلاً واضحًا على تدخل أمريكي لإعادة صياغة العلاقة بين السعودية والإمارات بما يضمن إنقاذ المجلس.

وقال في منشور على صفحته الرسمية إن الانتقالي يتوقع أن تبلور وزارة الخارجية الأمريكية مقاربة جديدة بين الرياض وأبوظبي بشأن اليمن، استنادًا إلى رسائل قال إن واشنطن تلقتها من الحليفين في الشرق الأوسط. واعتُبر حديث اليماني إقرارًا صريحًا بأن قرار الانفصال لا يمتلكه المجلس، بل تحكمه إرادة الدول المنخرطة في الحرب.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه مناطق شرق اليمن توترًا متصاعدًا بين السعودية والإمارات، على خلفية اختلال تقاسم النفوذ في المناطق الغنية بالنفط وذات الأهمية الجيوسياسية، ما دفع الولايات المتحدة للتدخل خشية انهيار الفصائل الموالية لها في جنوب اليمن.

وفي هذا السياق، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالات مكثفة بنظرائه في السعودية والإمارات لمناقشة التطورات في شرق اليمن، حيث تدفع واشنطن باتجاه التهدئة، مع إبقاء ملفي الوحدة والانفصال معلّقين، إلى حين حسم الطرف القادر على تنفيذ أجندتها الأوسع في اليمن.

ويأتي رهان الانتقالي على المقاربة الأمريكية رغم تكثيف الإمارات ضغوطها على المجلس لإعلان الانفصال الذي كان متوقعًا اليوم. إذ ضخت شخصيات ومنصات إعلامية إماراتية، من بينها عبد الخالق عبد الله وضاحي خلفان، خطابًا مكثفًا يبرر الانفصال ويطعن في جدوى العودة للوحدة خلال الساعات الأخيرة، في مؤشر على توق أبوظبي لبلوغ لحظة الإعلان. ومع ذلك، لا تزال أسباب تراجع الانتقالي أو تردده في الإعلان غير واضحة، رغم التقارير عن ضغوط إماراتية مباشرة.

تحليل:

تكشف تصريحات خالد اليماني عن لحظة انكشاف سياسي نادر داخل بنية المجلس الانتقالي، حيث يتحول الخطاب من ادعاء امتلاك “حق تقرير المصير” إلى انتظار تسوية تصاغ في واشنطن بين الرياض وأبوظبي.

فهذا الاعتراف الضمني يؤكد أن مشروع الانفصال لم يعد قرارًا محليًا أو حتى إقليميًا خالصًا، بل ورقة تفاوض ضمن صراع النفوذ بين الحلفاء أنفسهم. كما يعكس الرهان على التدخل الأمريكي مأزق الانتقالي بين ضغط إماراتي يدفع نحو إعلان متعجل، وحسابات سعودية ترفض خسارة الشرق ومقدراته الاستراتيجية.

وفي المحصلة، يبدو أن المجلس بات رهينة لتوازنات خارجية متحركة، وأن فشل الإعلان ليس نتاج ضعف تنظيمي فقط، بل نتيجة غياب قرار سيادي حقيقي، ما يجعل مشروعه عرضة للتجميد أو التوظيف وفق مصالح القوى الكبرى، لا وفق إرادة الشارع الجنوبي الذي يدّعي تمثيله.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com