“عدن“| الرياض تعزل الانتقالي سياسياً: وزراء بحكومة “بن بريك“ يقاطعون اجتماع الزبيدي في معاشيق..!
أبين اليوم – خاص
نجحت السعودية، الأحد، في عزل المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، بعد مقاطعة واسعة من قبل وزراء حكومة عدن لاجتماع دعا إليه رئيس المجلس عيدروس الزبيدي في قصر معاشيق.
وأفادت مصادر رفيعة في الحكومة بأن وزير الدفاع وعددًا من الوزراء الذين ما زالوا متواجدين في عدن رفضوا تلبية دعوة الزبيدي، ولم يحضر الاجتماع سوى الوزراء المنتمين للمجلس الانتقالي فقط.
ويأتي هذا التطور في ظل توجيهات سعودية مباشرة للوزراء بمغادرة عدن فورًا، ومنع أي تواصل سياسي أو رسمي مع قيادة الانتقالي.
وكان الزبيدي يسعى، منذ تصعيده الأخير واجتياح قواته لهضبة حضرموت النفطية، إلى الظهور بمشهد جامع يضم وزراء من خارج إطار المجلس، في محاولة لإضفاء شرعية حكومية على تحركاته والانقلاب عمليًا على المجلس الرئاسي.
إلا أن هذا المسعى قوبل برد سعودي حازم، تمثل في سحب الغطاء السياسي عنه ومنع استخدام مؤسسات “الشرعية” كواجهة لتحركاته.
وفي هذا السياق، برز وزير الدفاع كأحد أبرز الرافضين لحضور الاجتماع، وهو ما دفع رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي إلى التلويح بإقالته، في مؤشر على حجم الضغوط والتجاذبات داخل معسكر حكومة عدن.
واعتبر غياب أي مسؤول حكومي غير محسوب على الانتقالي عن لقاء الزبيدي ضربة سياسية قاسية للمجلس، وانتصارًا واضحًا لخصومه الساعين إلى تطويقه وعزله، وتركه في مواجهة مباشرة مع قواعده الشعبية الغاضبة، في ظل تفاقم الأزمات الخدمية، واحتمالات تدهور العملة، وتردي الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرته.
تحليل:
يعكس فشل الزبيدي في جمع وزراء حكومة عدن حوله تحوّلًا استراتيجيًا في الموقف السعودي من المجلس الانتقالي، من سياسة الاحتواء إلى سياسة العزل المنهجي.
فحرمان الانتقالي من الغطاء الحكومي لا يستهدف فقط تقويض تحركاته العسكرية في حضرموت، بل يهدف إلى نزع أي شرعية سياسية يمكن أن يتكئ عليها داخليًا أو خارجيًا.
كما أن ترك الزبيدي محصورًا في دائرة أنصاره، في وقت تتصاعد فيه الأزمات الاقتصادية والخدمية، ينذر بتحول الغضب الشعبي إلى عبء مباشر عليه بدل توظيفه سياسيًا.
وفي المحصلة، يبدو أن السعودية باتت تتعامل مع الانتقالي كقوة متمردة على معادلة التحالف لا كأداة نفوذ، ما يمهد لمرحلة أكثر صدامية قد تعيد رسم خارطة القوى جنوب اليمن، سياسيًا قبل أن تكون عسكريًا.