“الضالع“| الإمارات تعزل الزبيدي وتسيطر على مشاريع الجنوب الاستراتيجية..!

5٬886

أبين اليوم – خاص 

عزلت الإمارات، الثلاثاء، رئيس المجلس الانتقالي جنوبي اليمن عيدروس الزبيدي، الموالي لها، مع تنصيب حاكم جديد للمنطقة، في خطوة تُبرز حدود نفوذ الزبيدي داخل مشروع الانفصال الذي تدعمه أبوظبي.

وفي الوقت نفسه، بدأ فريق عسكري إماراتي تنفيذ مشاريع إنتاج الكهرباء في معاقل الزبيدي، حيث افتتح ضباط رفيعو المستوى مشروعين للطاقة الشمسية في محافظتي لحج والضالع، بدلاً من أن يقوم الزبيدي بهذه المبادرة لتسويق نفسه كزعيم جديد للجنوب وتحقيق مكاسب سياسية وميدانية لفصائله شرق البلاد.

ويُعد قرار الإمارات بإسناد المشاريع مباشرة لفريق إماراتي بمثابة إشارة لتوقيف عداد الزبيدي وتقليص دوره في إدارة الجنوب، وسط عدم وضوح ما إذا كانت الخطوة تهدف لإقناع هذه المحافظات بالانخراط ضمن مشروع انفصال الإمارات أو في إطار ترتيبات بين الرياض وأبوظبي، بعد اشتراط السعودية إزاحة الزبيدي مقابل دعم رشاد العليمي.

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن تهديد إماراتي بوضع الزبيدي تحت الإقامة الجبرية في حال فشل إعلان انفصال الجنوب، وهو ما يبدو أنه قد تم بالفعل.

تحليل:

تعكس الخطوة الإماراتية توقيع نهاية فعلية لنفوذ الزبيدي السياسي داخل المجلس الانتقالي، وتحويل المبادرات التنموية والإعلامية الاستراتيجية إلى أدوات تسيطر عليها أبوظبي مباشرة.

هذا التحرك يؤكد أن الإمارات لا تعتمد فقط على وكلائها المحليين لإدارة النفوذ في الجنوب، بل تسيطر بشكل مباشر على المشاريع الاقتصادية الحيوية لضمان مصالحها الاستراتيجية، مع تقليل قدرة القيادات المحلية على تحقيق مكاسب سياسية مستقلة.

كما يشير ذلك إلى أن أبوظبي تهيئ الأرضية لإعادة ترتيب التحالفات الجنوبية بما يتوافق مع الخطط الإقليمية الكبرى، بما في ذلك التوازن مع السعودية، وتحجيم أي قيادة محلية قد تشكل تهديدًا لاستراتيجيتها في الجنوب، ويعكس هذا السيناريو هشاشة مشروع الانفصال نفسه، الذي أصبح رهين قرارات الإمارة أكثر من كونه مشروعًا محليًا مستقلًا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com