“سقطرى“| تصاعد الأزمة السعودية – الإماراتية شرق اليمن وصراع نفوذ على المطارات والمناطق الاستراتيجية..!

5٬882

أبين اليوم – خاص 

تواصلت، الأربعاء، حدة التوتر بين السعودية والإمارات في شرق اليمن، مع سعي كل طرف لفرض واقع جديد في المناطق الاستراتيجية المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي.

وفي هذا السياق، طوقت فصائل موالية للإمارات مطار سقطرى، الذي تتخذه القوات السعودية قاعدة عسكرية لها، حيث أظهرت صور متداولة احتشاد العشرات بزي مدني أمام بوابة المطار المغلقة.

ويطالب المحتشدون بفتح المطار، الذي كانت القوات السعودية قد أغلقت أبوابه، الثلاثاء، ردًا على اقتحام فصائل إماراتية مطار الغيضة، القاعدة العسكرية السعودية المتقدمة في محافظة المهرة، وإجبار القوات الموالية للرياض على الانسحاب منه.

بالتوازي، دفعت السعودية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة المهرة، الواقعة أقصى شرق اليمن، وسط تقارير عن بدء انتشار غير مسبوق لقواتها هناك. وضمّت التعزيزات آليات وأفرادًا من فصيل “درع الوطن” الموالي للرياض.

ولا تزال مآلات التصعيد غير واضحة، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت الأوضاع تتجه نحو مواجهة مباشرة بين الطرفين، أم نحو محاولة جديدة لإعادة صياغة تقاسم النفوذ، على غرار ما جرى سابقًا في محافظات النفط بحضرموت وشبوة.

تحليل:

تعكس التطورات المتسارعة في سقطرى والمهرة انتقال الخلاف السعودي – الإماراتي من مستوى التباين السياسي إلى صراع نفوذ ميداني مفتوح، تُستخدم فيه المطارات والمواقع الاستراتيجية كورقة ضغط متبادلة.

فاستهداف القواعد الجوية وإغلاقها أو محاصرتها يشير إلى أن الطرفين باتا يتعاملان مع الشرق اليمني بوصفه مساحة حيوية للأمن القومي والمصالح البحرية، لا مجرد هامش في الصراع اليمني.

وفي ظل غياب تسوية واضحة، يبدو أن السيناريو الأقرب هو إدارة الأزمة عبر ترتيبات تقاسم نفوذ جديدة، غير أن استمرار الاستعراض العسكري يرفع احتمالات الانزلاق إلى مواجهة محدودة، قد تعيد رسم خرائط السيطرة في بحر العرب والمحيط الهندي، وتكشف عمق التصدع داخل معسكر التحالف نفسه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com