“مسقط“| كاتب عُماني يحذّر: اليمن في قلب حروب الوكالة والمشروع الإسرائيلي “الشرق الأوسط الجديد“..!

7٬562

أبين اليوم – خاص 

قال الكاتب العُماني عوض باقوير، في مقال نشرته جريدة عُمان، إن المنطقة العربية تعيش حالة توتر غير مسبوقة، مرجعًا ذلك بصورة خاصة إلى الصراع في اليمن وتصاعد هاجس الانفصال، في ظل تمدد المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، بالتزامن مع مغادرة رئيس حكومة الشرعية إلى السعودية للتشاور.

وأشار باقوير إلى الدور اللافت الذي لعبته جماعة أنصار الله عبر عمليات البحر الأحمر وإسناد غزة، موضحًا أن تلك العمليات أسفرت عن تحييد السفن التجارية والعسكرية المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي، وأن الولايات المتحدة، رغم تفوقها العسكري، اضطرت إلى إبرام اتفاق سياسي مع أنصار الله يقضي بعدم استهداف السفن التجارية الأمريكية، لافتًا إلى وصول الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى عمق الكيان الإسرائيلي.

وأكد الكاتب أن ما تشهده دول عربية عدة، من بينها اليمن وسوريا وليبيا وفلسطين والسودان، ليس سوى حروب بالوكالة تنفذها قوى محلية مدعومة ماليًا وعسكريًا من الخارج لتحقيق أهداف استراتيجية لقوى أكبر، مشددًا على أن هذه الأطراف المحلية ليست سوى أدوات، سواء بوعي أو بدونه، لتنفيذ تلك المخططات.

وتساءل باقوير عن مدى ابتعاد الكيان الإسرائيلي عما يجري في هذه الساحات، معتبرًا أن ما يحدث يأتي في سياق مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، في ظل إدارة أمريكية تسعى – بحسب توصيفه – إلى إنهاء الحروب بما يخدم إعادة تشكيل المنطقة.

وأضاف أن هناك خططًا استراتيجية تهدف إلى السيطرة على ممرات بحرية تمتد من اليمن والقرن الأفريقي وصولًا إلى السودان وإفريقيا، معتبرًا أن هذه الحروب تشكّل حلقات مترابطة ضمن مشروع متكامل طويل الأمد.

وفي ختام طرحه، انتقد باقوير خطاب المجتمع الدولي حول «السلام العادل والشامل»، معتبرًا أنه يتناقض مع الذهنية الأمريكية، مستشهدًا بتصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إنه «يحترم الأقوياء ولا يحترم الضعفاء»، متسائلًا: «فهل من يعتبر؟».

تحليل:

يعكس مقال باقوير قراءة إقليمية عميقة ترى في اليمن نقطة ارتكاز لمعادلات أوسع تتجاوز حدوده الجغرافية، حيث يتقاطع الصراع المحلي مع مشاريع الهيمنة على الممرات البحرية وإعادة هندسة النفوذ في المنطقة.

فربط ما يجري في اليمن بحروب الوكالة وبمشروع «الشرق الأوسط الجديد» يعيد تعريف الأزمة بوصفها جزءًا من مخطط طويل الأمد، لا مجرد صراع داخلي أو خلاف سياسي عابر.

كما يبرز المقال تحوّل موازين الردع، مع بروز فاعلين محليين قادرين على فرض معادلات جديدة حتى على قوى دولية كبرى، وهو ما يفسّر تصاعد القلق الإقليمي والدولي.

وفي المحصلة، يطرح الكاتب رسالة تحذير واضحة: من لا يقرأ المشهد بعمق استراتيجي، سيجد نفسه خارج المعادلة، في عالم لا يعترف إلا بالقوة وموازينها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com