“المهرة“| لإجبار السلطة المحلية على إعلان تأييده.. الانتقالي يقتحم المؤسسات الحكومية بالغيضة..!
أبين اليوم – خاص
اقتحمت فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالية للإمارات، الخميس، عددًا من المؤسسات الحكومية في مدينة الغيضة، المركز الإداري لمحافظة المهرة شرقي اليمن، في خطوة تصعيدية تهدف إلى الضغط على السلطة المحلية لإعلان تأييدها للمجلس.
وأفادت مصادر محلية بأن فصائل قادمة من الضالع ويافع نشرت حراسات أمنية على مختلف المؤسسات الحكومية، وأقامت نقاط تفتيش في شوارع المدينة، في سابقة هي الأولى منذ دخولها الغيضة قبل نحو ثلاثة أسابيع.
ويأتي هذا التحرك في ظل استمرار رفض السلطة المحلية، المحسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام، إعلان ولائها للانتقالي حتى الآن.
وتسعى قيادة المجلس الانتقالي إلى ممارسة مزيد من الضغوط على محافظ المهرة محمد علي ياسر، لدفعه إلى السير على نهج محافظي أبين وشبوة ولحج، الذين أعلنوا دعمهم للمجلس خلال الفترة الماضية. وكانت فصائل الانتقالي قد أنهت الوجود العسكري السعودي في آخر معاقله بمطار الغيضة.
وتندرج هذه التحركات ضمن حملة أوسع يقودها الانتقالي لجمع إعلانات ولاء على مستوى المحافظات الجنوبية والشرقية، تمهيدًا لإعلان الانفصال، رغم ما يواجهه هذا التوجه من اعتراضات إقليمية ودولية متزايدة.
تحليل:
يعكس اقتحام المؤسسات الحكومية في الغيضة انتقال المجلس الانتقالي من مرحلة الضغط السياسي غير المباشر إلى فرض الأمر الواقع بالقوة، في واحدة من أكثر المحافظات حساسية جيوسياسيًا.
فالتحرك لا يستهدف فقط إخضاع السلطة المحلية، بل يحمل رسالة أوسع مفادها أن المهرة لم تعد خارج معادلة مشروع الانفصال، رغم خصوصيتها الاجتماعية ورفضها التاريخي للتدخلات الخارجية.
كما يكشف التصعيد عن صراع نفوذ إقليمي يتجاوز الانتقالي نفسه، في ظل تراجع الدور السعودي شرقي اليمن وتقدم الأجندة الإماراتية، ما ينذر بتعقيد إضافي للمشهد اليمني، ويضع مشروع الانفصال في مواجهة مباشرة مع حسابات الاستقرار الإقليمي والموقف الدولي الرافض لإعادة رسم الجغرافيا بالقوة.