الإتفاق النووي وحقيقة “أنشطة إيران المزعزعة للإستقرار“..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
“أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار”، عبارة لطالما سمعناها وهي تتردد على ألسنة المسؤولين الامريكيين والصهاينة، بمناسبة او بدونها، ومن كثرة تكرارها، انتقلت عدواها إلى المسؤولين في بعض الدول العربية في الخليج الفارسي، مثل السعودية والإمارات والبحرين، الذين اخذوا بإجترار العبارة، ظناً منهم انهم سيغيرون بذلك من حقائق الأشياء على الأرض، ويتسترون على دورهم في خيانة القضية الفلسطينية، والعدوان على الشعوب العربية وتفتيت دولها، لصالح الامريكي و “الاسرائيلي”.
وصل الأمر بالامريكي، الى انه انسحب من الاتفاق النووي، الذي وقعه الى جانب حلفائه الأوروبيين بالإضافة الى روسيا والصين، مع ايران، بذريعة ان الاتفاق لا يشمل “انشطة ايران المزعزعة للاستقرار”، وهي ذريعة بات يكررها الحليف الاوروبي اليوم، بعد تغيير الادارة الأمريكية، حيث بتنا نسمع الفرنسي والالماني والبريطاني، يكرر ما كان يكرره الامريكي، من ان الاتفاق النووي غير كامل ولابد من ان يشمل “انشطة ايران المزعزعة للاستقرار”، الى جانب البرنامج النووي الصاروخي!!.
لما كانت “انشطة ايران المزعزعة للاستقرار” خطيرة الى الحد الذي من اجلها انسحبت امريكا من الاتفاق النووي، ومن اجل التصدي لها تحالفت السعودية الامارات والبحرين مع “اسرائيل”، فمن الضروري التعرف على طبيعية هذه “الانشطة”، التي باتت خطراً داهماً يهدد امريكا و”اسرائيل” والسعودية والامارات والبحرين بل وحتى اوروبا.
لا يختلف اثنان على ان هناك انشطة لايران في المنطقة، لان ايران هي التي تعترف بمسؤوليتها عن هذه الانشطة، وهي انشطة يحق لامريكا و”اسرائيل” واذنابهما من الرجعية العربية، ان يقلقوا بسببها، فهي التي افشلت ومازالت تفشل كل مخططات هذا التحالف المهزوم والمأزوم ضد دول وشعوب المنطقة. فهذه الانشطة هي التي درأت خطر تقسيم هذه الدول وشرذمة شعوبها، ونهب خيراتها، لتبقى “اسرائيل” القوية والمهيمنة.
من هي الدول التي شاركت في غزو العراق، بهدف تقسيمه على اسس طائفية؟. من هي الدول التي غزت افغانستان قبل ذلك من اجل تقسيمه وشرذمة شعبه وزرع الدمار في ربوعه؟. من هي الدول التي غزت ودمرت وقسمت ليبيا وجعلت شعبه يقاتل بعضه بعضا؟. من هي الدول التي تكالبت على سوريا وانفقت مئات المليارات من اجل تدميرها وتقسيمها وتحويل شعبها الى لاجئين في ربوع الارض؟.
من هي الدول التي شنت عدوانها على اليمن وحاصرت شعبه وجوعته وتعمل على تقسيمه؟. من هي الدول التي ناصبت لبنان العداء وتسعى الى تكرار سيناريو سورية هناك؟. اليست امريكا و”اسرائيل والامارات والغرب؟!. من الذي تسبب في فشل أغلب جوانب هذا المخطط الامريكي “الاسرائيلي” السعودي الاماراتي؟. انشطة ايران المدافعة عن استقرار ووحدة اراضي دول المنطقة!!.
من هي الدول التي فتحت ارضها وسماءها وبحرها، لتكون منطلقاً للقوات الأمريكية والغربية، لغزو العراق وافغانستان وسورية واليمن؟. من هي الدول التي صنعت ومولت وجندت الجماعات التكفيرية وفي مقدمتها “داعش” واخواتها، من اجل تنفيذ المخطط الامريكي “الاسرائيلي” السعودي؟.
اليست امريكا و”اسرائيل” والسعودية والرجعية العربية، بشهادة كبار المسؤولين الامريكيين والغربيين؟.
من الذي حارب الجماعات التكفيرية وفي مقدمتها “داعش”، في العراق وسوريا وغيرها من دول المنطقة، وقدم الاف الشهداء وعلى رأسهم الشهيد القائد قاسم سليماني، لافشال مخطط تقسيم هذه الدول، أليست ايران وانشطتها الداعمة للدول والشعوب التي نُكبت بامريكا و”اسراائيل” والسعودية، وباداتهم الدموية القذرة “داعش”؟.
هذه جوانب من “أنشطة ايران المزعزعة للاستقرار”. نعم هي مزعزعة ولكن ليس لاستقرار المنطقة بل استقرار مخططات امريكا و”اسرائيل” والسعودية والرجعية العربية، ضد دول المنطقة وشعوبها.
لذلك يحق لهذا الثلاثي المشؤوم ان يقلق من “انشطة ايران” ، التي ستكون له ولمخططاته بالمرصاد، فإيران لن تسمح بتقسيم العراق ولا سوريا ولا اليمن ولا اي بلد عربي او مسلم، ونشر الفوضى في المنطقة وزعزعة استقرارها، لمصلحة “اسرائيل” وستقف الى جانب الشعوب العربية والاسلامية المستهدفة من قبل المخطط الأمريكي “الاسرائيلي” السعودي.
المصدر: العالم