صنعاء تُكرم الأسرى بأكثر من 130 مليوناً.. والشرعية تُسلّمهم جثثاً هامدة.. “تقرير“..!

954

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

رغم الوقفات الإحتجاجية لأمهات وزوجات المعتقلين والمخفيين قسراً في السجون الإماراتية السرية التي أنشأتها أبو ظبي في عدد من المحافظات الجنوبية، ومثلها السجون السرية التي تشرف عليها وتديرها السعودية في تلك المحافظات وبعض المحافظات الشرقية، ورغم البيانات الصادرة عن عدد من المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلية..

لا يزال المعتقلون والمخفيون قسراً قابعين في غياهب تلك السجون، يتلقون أصناف التعذيب النفسي والجسدي، ولا تزال عائلاتهم وذووهم يجهلون مصيرهم، ويتوسلون قيادات التحالف الإفراج عنهم أو محاكمتهم بما نُسب إليهم من تُهمٍ إن وجدت، لكن لا أحد يصغي ولا أحد يستطيع ردع قيادات التحالف وأدواتها المحلية عمّا يمارسونه ضد المعتقلين اليمنيين داخل أرضهم وأمام العالم أجمع.

الناشطون في المجالات الإنسانية والحقوقية أيضاً يتعرضون لأنواع من التهديد والترهيب على يد الأدوات المحلية التي تعمل تحت إدارة قيادات عسكرية واستخباراتية تابعة لدول التحالف، واعتُقل الكثير منهم خلال الأعوام الماضية، حتى أنشطة وسائل الإعلام في عدن وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف والشرعية تعمل تحت رقابة مسبقة وقيود مفروضة من التحالف.

كان عدد السجون السرية في المحافظات الجنوبية حتى أواخر عام 2019م، 26 سجناً، وبعد إرتفاع الأصوات المنددة بها والممارسات التعذيبية بحق المعتقلين داخلها ارتفع عدد تلك المعتقلات غير القانونية حتى نهاية شهر إبريل الماضي إلى 42 سجناً سرياً، حسب مصادر حقوقية، قالت أيضاً إن عدد نزلاء تلك السجون يتجاوز ألفين وخمسمائة معتقل.

وتشير المصادر إلى أن السجون التي تديرها الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للشرعية في محافظة مأرب، تُدار بالطريقة نفسها التي يدير بها التحالف سجونه السرية في المحافظات الجنوبية، سواء كان المعتقلون من المدنيين أو من أسرى المعارك التابعين لقوات صنعاء، كان آخرهم الأسير حميد أبو حلفة، الذي قُتل تحت التعذيب في أحد معتقلات الشرعية بمدينة مأرب، حسب بلاغ أصدرته لجنة شؤون الأسرى التابعة لسلطات صنعاء..

حيث أكد البلاغ أن الأسير قُتل تعذيباً خلال الأسبوع الماضي، واستلمته اللجنة جثةً هامدةً خلال صفقة تبادل، مشيراً إلى أن تقرير الطبيب الشرعي أكد تعرض الأسير للتعذيب الذي أدى إلى مقتله.

في المقابل تتعامل سلطات صنعاء مع الأسرى من قوات التحالف والشرعية معاملةً إنسانية راقية، وفق قيم ومبادئ تفرضها وتحرص عليها القيادات هناك، حسب تعاليم الدين والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، إلى درجة أن السلطات هناك ممثلةً في هيئة الزكاة أنفقت على أولئك الأسرى أكثر من مائة وثلاثين مليوناً، على شكل هدايا وملابس، باعتبار الإنفاق على الأسرى أحد المصارف الشرعية للزكاة..

وتُعدُّ هذه الممارسات والإجراءات الإنسانية والأخلاقية التي تتبعها سلطات صنعاء مع الأسرى وجميع المعتقلين لديها أحد أهم أسباب تغيّر موازين المعادلة على الأرض، سياسياً وعسكرياً، وفق كثير من المراقبين، الذين أكدوا أن تلك الممارسات غيرت قناعات كثيرٍ من منتسبي قوات الشرعية والتحالف، وجعلتهم يعلنون انضمامهم إلى الطرف الآخر، وكانت عمليات الإنضمام ملحوظة وبأعداد كبيرة خلال الأشهر الماضية وما قبلها، حسب المراقبين.

 

البوابة الإخبارية اليمنية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com