خلقت شراكات دولية خارج هيمنة واشنطن.. عولمة التجارة تتغلب على حرب ترامب الجمركية..!

5٬891

أبين اليوم – واشنطن 

ارتدت الحروب الجمركية- التي فتحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العالم- بالأثر السلبي على واشنطن، حيث خلقت شراكات دولية جديدة خارج الهيمنة الأمريكية معيدة رسم خارطة التحالفات التجارية الدولية وأسهمت في تجاوز توقعات الركود الناجم عن الحرب التجارية، وفق ما نشرته “بلومبرغ”.

ولفت تقرير بلومبرغ، أن كندا تستورد سيارات من المكسيك أكثر من الولايات المتحدة، بينما تتجه الصين لشراء فول الصويا من أمريكا الجنوبية بدلاً من المزارعين الأمريكيين في الولايات المتحدة، كما استأنفت الهند والصين رحلاتهما الجوية المباشرة وتبادلت المعادن النادرة بعد سنوات من الجمود.

وقال إن هذه التحركات تعكس قدرة الشركات والدول على البحث عن أسواق بديلة لتجنب الرسوم الأمريكية، وتعزز النمو في حجم التجارة العالمية، في منأى عن هيمنة القطب الواحد.

وأظهر تقرير بلومبرغ أن الاقتصاد العالمي صمد أمام محاولة فرض الحواجز الجمركية، حيث عدّلت منظمة التجارة العالمية توقعاتها لنمو تجارة البضائع في 2025 من 0.9% إلى 2.4%، في تحولات تكشف عن مرونة هائلة في العلاقات التجارية القائمة بين الدول، ما خلق شراكات جديدة بين 14 دولة تشمل نيوزيلندا وسنغافورة وسويسرا والإمارات، بهدف توسيع التجارة والاستثمار خارج نطاق الولايات المتحدة.

كما شهدت شركات الشحن ومشغلو الموانئ تغيرات كبيرة، مع توجه المصنعين الصينيين نحو أسواق بديلة.

وأوضح كريستيان غونزاليس، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “إنترناشيونال كونتينر تيرمينال سيرفسز”، أن إعادة رسم خريطة التجارة توفر فرصاً إيجابية، مع استمرار تدفق التجارة العالمية رغم القيود الجمركية الأمريكية.

وكشفت بيانات الشحن عن تحولات دقيقة، إذ انخفضت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 33% في أغسطس، بينما ارتفعت صادراتها إلى جنوب شرقي آسيا بنسبة 23%، وإلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 10%، وإلى أفريقيا بنسبة 26%، ما يعكس إعادة توزيع السلع عبر قنوات بديلة بعيداً عن الولايات المتحدة.

ورغم صمود التجارة الكبرى، يحذر خبراء مثل إسوار براساد من أن التحول نحو اتفاقيات ثنائية أو إقليمية قد يضغط على الاقتصادات الأصغر، التي كانت تعتمد على نظام التجارة العالمي الموحد، هذه الدول تواجه تحديات في الوصول إلى الأسواق الكبرى، خصوصاً في ظل انخفاض القدرة التفاوضية مقارنة بالاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة.

حتى الدول الصغيرة مثل تيمور الشرقية بدأت تبحث عن فرص في أسواق جديدة للقهوة والفانيليا والفواكه، مستفيدة من عضويتها في منظمة التجارة العالمية لتعويض القيود الجمركية الأمريكية، وإيجاد طرق لتنويع اقتصادها المحلي القائم على النفط.

في المقابل، الشركات الأمريكية نفسها بدأت تعيد هيكلة عملياتها، كما حدث مع شركة “ترو بليسز” في بنسلفانيا، التي توقفت عن الاستيراد إلى الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية، ووجهت نشاطها نحو أسواق خارجية لضمان استمرارية أعمالها، ما يعكس تحولاً عملياً في الاستراتيجية الأمريكية للشركات على الأرض.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com