كيان الاحتلال يكشف ولأول مرة دور المشروع القطري الذي “غيّر تاريخه” مع بدء مرحلته الثانية..!
اليوم – خاص
كشف كيان الاحتلال، تفاصيل ما وصفته بـ”أهم المشاريع القطرية” التي أسهمت، من وجهة نظرها، في تغيير تاريخها إلى الأبد، وذلك بالتزامن مع بدء تدشين المرحلة الثانية من المشروع.
وتشمل المرحلة الجديدة نقل المياه من البحر المتوسط إلى بحيرة طبريا، في تطور تقول الخارجية الإسرائيلية إنه سيعزز قدرات المنظومة المائية في شمال البلاد. ونشرت الوزارة صورًا وخرائط للمشروع الذي تعود بداياته إلى ستينيات القرن الماضي بتمويل وإشراف من الأسرة الحاكمة في قطر.
ووصفت صفحة “إسرائيل بالعربية” التابعة للخارجية المشروع بأنه العمود الفقري الذي ربط جنوب إسرائيل بشمالها، واعتبرته “الاستراتيجية التي غيَّرت وجه إسرائيل إلى الأبد وحوّلت الصحراء إلى مروج خضراء”. ويعتمد المشروع في جوهره على نقل المياه من بحيرة طبريا باتجاه مناطق النقب الصحراوية.
وهذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها إسرائيل تفاصيل كاملة عن المشروع الذي انطلق عام 1964، وسط تساؤلات عن الدوافع وراء توقيته.
ولا يزال غير واضح ما إذا كان الكشف يهدف إلى تحسين صورة قطر بعد موجة انتقادات داخل كيان الاحتلال، أو أنه يأتي في سياق ضغوط مرتبطة بملفات سياسية داخلية، من بينها قضية “قطر جِت” التي يُتَّهَم فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتلقي رشاوى من الدوحة.
التحليل:
الكشف المفاجئ عن الدور القطري في أحد أضخم مشاريع البنية المائية الإسرائيلية يحمل دلالات تتجاوز الجانب الهندسي أو التاريخي.
فمن جهة، يحاول كيان الاحتلال إرسال رسالة بأن علاقاته مع بعض الدول الخليجية أعمق تاريخيًا مما يبدو في السياسة اليومية. ومن جهة أخرى، قد يوظَّف هذا الإعلان في الصراع الداخلي، خصوصًا مع اقتراب بلورة موقف نهائي بشأن محاكمة نتنياهو.
ويُعاد استحضار المشروع القطري في توقيت حساس، ما يوحي بأن تل أبيب قد تستخدمه إما لتهيئة الرأي العام لتسوية سياسية مع الدوحة مستقبلًا، أو كأداة لإعادة صياغة النقاش حول قضايا الفساد المرتبطة بنتنياهو.
وفي كل الأحوال، فإن الربط بين مشروع مائي تاريخي وبين معركة قضائية وسياسية داخل كيان الاحتلال يعكس حجم الاضطراب الذي يعيشه النظام السياسي الإسرائيلي ومحاولاته توظيف كل ورقة متاحة في معاركه الداخلية والخارجية.