سقوط بابنوسة: تحوّل مفصلي في المشهد السوداني عقب توقف الدعم السعودي للجيش..!

5٬878

اليوم – خاص 

تعرَّض الجيش السوداني، يوم الثلاثاء، لضربة عسكرية وسياسية قوية مع قرار السعودية التراجع عن دعمه، إذ سيطرت قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا على مدينة بابنوسة، إحدى المدن الاستراتيجية في البلاد.

ونشرت الفصائل المهاجمة مقاطع فيديو تظهر سيطرتها على المدينة وعدة معسكرات، مؤكدين فرض السيطرة على المنطقة. وكان الجيش السوداني قد أعلن سابقًا عن بدء هجوم لاستعادة مناطق كردفان، إلا أن خسارة بابنوسة أنهت مساره العسكري بشكل مبكر، لتصبح نقطة مفصلية في الصراع الداخلي.

وتأتي هذه الخسارة بعد موافقة السعودية على خطة أمريكية لإعادة ترتيب السلطة، تتضمن إقصاء الجيش مقابل إخراج الدعم السريع من الحكم، وتسليم الإدارة لهيئة مدنية تشرف عليها اللجنة الرباعية. وكان دعم السعودية للجيش قد ساهم مؤخرًا في توازن القوى، لكن سقوط بابنوسة كشف عن توقف هذا الدعم بعد إبرامها صفقة مع الإمارات.

وفي سياق متصل، كشفت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء عن الأسباب التي دفعتها لترجيح كفة قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا، لاسيما بعد سلسلة هزائم تكبدها الجيش السوداني.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر في إدارة بايدن أن الجيش السوداني عرض على روسيا إنشاء قاعدة عسكرية في بورتسودان على البحر الأحمر، ما أضاف بعدًا جيوسياسيًا دوليًا لتوجه واشنطن ضده.

وتتضمن الخطة الأمريكية الجديدة، التي وافق عليها رعاة الحرب الرسميون: السعودية والإمارات، إخراج الجيش والدعم السريع من السلطة، واستبعاد جماعة الإخوان وعناصر النظام السابق، أبرزهم القادة العسكريون للجيش والدعم السريع.

وتقدم قوات الدعم السريع جاء بعد تصريحات لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الرافضة لأي اتفاق سلام مع ما وصفهم بـ”المتمردين”، ما أتاح للميليشيات إحراز تقدم سريع على الأرض، مؤكدًا تحول ميزان القوى داخل السودان لصالح التحالف الإماراتي–الدعم السريع.

التحليل:

سقوط بابنوسة يمثل نقطة تحوّل استراتيجية في السودان، إذ يعكس انهيار النفوذ العسكري التقليدي للجيش وإعادة هندسة السلطة وفق مصالح إقليمية ودولية.

الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع، مع تراجع الدعم السعودي، كشف أن السودان أصبح ساحة لتقاطع النفوذ الإقليمي والدولي، حيث تعمل الولايات المتحدة على ضبط التحركات الروسية في البحر الأحمر، بينما تستغل الإمارات الفرصة لتعزيز نفوذها المباشر على الأرض.

هذا التحول يشير إلى أن أي تحركات مستقبلية للجيش ستكون محدودة التأثير، وأن المشهد السياسي والعسكري في السودان سيظل تحت هيمنة التحالفات الإقليمية والدعم الدولي، ما قد يمهد لمرحلة جديدة من إعادة توزيع السلطة والسيطرة على المناطق الاستراتيجية الحيوية في البلاد.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com