“حضرموت“| سباق السيطرة على الوادي: انهيار مواقع الإصلاح واتصال أمريكي يعيد رسم موازين الهضبة النفطية..!

6٬002

اليوم – خاص 

بدأت الفصائل الموالية للإمارات، مساء الثلاثاء، تنفيذ انتشار واسع في مناطق وادي حضرموت، أبرز معاقل حزب الإصلاح شرقي اليمن.

ووفق مصادر محلية، فقد دفعت قوات الدعم والإسناد التابعة للمجلس الانتقالي بتشكيلات عسكرية إلى مديريتي يريم وساه، فيما تتقدم وحداتها باتجاه مدينة سيئون، المعقل الأهم للإصلاح.

وجاء هذا التقدم بعد انسحاب مفاجئ لقوات المنطقة العسكرية الأولى المحسوبة على الإصلاح والموالية للرياض من عدد من مواقعها دون أي مواجهة تُذكر، بالتزامن مع وصول تعزيزات كبيرة للقوات الموالية للإمارات.

وبحسب المصادر، فإن قوات المنطقة الأولى تعيش حالة ارتباك واضحة مع اقتراب سقوط آخر نقاط نفوذها في حضرموت، حيث لجأت هذه القوات إلى قصف جبال بإعلال في مدينة تريم بالدبابات بشكل يعكس التخبط العسكري. كما نفذت حملات اعتقال واسعة في منطقة الغرف بمديرية تريم وسط مخاوف من تصاعد الغضب الشعبي ضدها.

يتزامن ذلك مع استعداد قوات الانتقالي لاقتحام مدينة سيئون والسيطرة على المعسكرات التابعة للإصلاح، في ظل توافق سعودي–إماراتي غير معلن على إعادة توزيع النفوذ في الهضبة النفطية.

وفي تطور لافت، دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة، إذ كشف الصحفي الحضرمي صبري بن خاشن عن تلقي عمرو بن حبريش، زعيم حلف القبائل ومؤتمر حضرموت الجامع، اتصالاً أمريكياً رفيع المستوى، دون الكشف عن فحواه.

ويأتي هذا التواصل الأمريكي في ظل احتدام التنافس بين القوى المدعومة إماراتياً وتلك المرتبطة بالسعودية، وسط مؤشرات على أن واشنطن تحاول لعب دور ضابط الإيقاع بين الطرفين، سواء كرد فعل على لقاء الزبيدي بالسفير الروسي، أو ضمن تحركات أوسع للتهدئة في مسار اليمن والسودان.

ورفع بن حبريش سقف مطالبه بإخراج قوات الانتقالي من الهضبة يعزز احتمال تلقيه إشارات دعم أمريكية.

التحليل:

تؤشر التحركات الأخيرة في وادي حضرموت إلى أن المحافظة دخلت مرحلة إعادة تشكيل النفوذ الإقليمي، حيث تُختبر العلاقة السعودية الإماراتية مجدداً في واحدة من أهم المناطق الجيوسياسية المرتبطة بالنفط والممرات الدولية.

التراجع السريع لقوات الإصلاح يكشف عن قرار خارجي سبق الميدان، بينما يشير التدخل الأمريكي المفاجئ إلى سعي واشنطن لمنع أي فراغ قد تستغله موسكو بعد حضورها المتصاعد في عدن.

بالتالي، يبدو أن وادي حضرموت يتحول إلى ساحة إعادة هندسة التوازنات، وأن ما يجري ليس مجرد صراع محلي، بل جزء من معركة كبرى تدور بين اللاعبين الإقليميين وتخضع لمراقبة دولية دقيقة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com