بين الرياض وأبوظبي: جولة مفاوضات أممية جديدة تحت نار التصعيد في المهرة وحضرموت..!

5٬895

أبين اليوم – خاص 

بدأت الإمارات والسعودية، الأربعاء، جولة جديدة من المفاوضات حول الملف اليمني، في وقت يشهد توترًا غير مسبوق بين الطرفين، خصوصًا في محافظتي المهرة وحضرموت حيث تصاعدت التحركات الميدانية بالوكالة خلال الأيام الماضية.

وأكد مكتب المبعوث الأممي، هانس جروندبرغ، وصوله إلى الرياض وإجراءه لقاءات منفصلة مع السفيرين السعودي والإماراتي لدى اليمن. ووفق المكتب، انصبّت النقاشات على تطورات المهرة وحضرموت، مع مطالبة جروندبرغ بخفض التصعيد قبل أن تصل الأمور إلى مواجهة مباشرة.

ولم تتضح حتى الآن طبيعة الجولة الجديدة: هل تهدف إلى تضييق فجوة الخلافات بين الحليفتين السابقين؟ أم أنها مجرد تمهيد لعقد لقاءات بمستويات أعلى لإعادة ضبط قواعد الاشتباك في الشرق اليمني؟

وكان المبعوث الأممي قد أجرى قبل أيام زيارة لافتة إلى البحرين رغم أنها ليست طرفًا مباشرًا في الخلاف السعودي–الإماراتي، ما يشير إلى تحركات أممية أوسع لاحتواء التداعيات التي قد تنفجر خارج اليمن.

وتأتي هذه الجولة بالتزامن مع إرسال كل من الرياض وأبوظبي وفوداً إلى مناطق نفوذهما جنوب وشرق اليمن، في إطار ترتيبات جديدة للنفوذ. وتطمح الإمارات – حسب مصادر سياسية – إلى تعزيز موطئ قدم لها في الهضبة النفطية وقرب الحدود السعودية، ضمن حسابات مرتبطة بالصراعات الإقليمية التي تلعب فيها دورًا محوريًا.

تحليل:

المفاوضات الجديدة ليست بحثًا عن حلول بقدر ما هي محاولة لوقف الانفجار بين قوتين أصبحتا تتصارعان على الأرض اليمنية بوضوح غير مسبوق. الرياض تشعر بأن نفوذها في الشرق مهدد بفعل الاندفاعة الإماراتية نحو المهرة وحضرموت، بينما ترى أبوظبي أن اللحظة الإقليمية مناسبة لانتزاع موطئ قدم استراتيجي يرتبط بثروات النفط والغاز وخطوط التجارة.

دخول المبعوث الأممي على الخط يعكس خشية دولية من انزلاق الخلاف إلى مواجهة مباشرة تهدد استقرار الشرق اليمني بالكامل.

ومع ذلك، تبقى الحقيقة الأبرز أن الصراع السعودي–الإماراتي لم يعد مجرد خلاف تكتيكي، بل سباق نفوذ مفتوح على الثروة والجغرافيا، تحاول كل دولة فيه تثبيت موقعها قبل أي تسوية سياسية شاملة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com