“المهرة“| ترتيبات ما قبل الانسحاب: الانتقالي يعيد تشكيل قواته وسط تغييرات قسرية..!
أبين اليوم – خاص
بدأت فصائل المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، السبت، تنفيذ ترتيبات عسكرية وأمنية جديدة في محافظة المهرة، أقصى شرقي اليمن، بالتزامن مع ترقب انسحابها من المحافظة.
وأفادت مصادر قبلية وإعلامية أن هذه الفصائل، التي دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المهرة خلال الأيام الماضية مستفيدة من انهيار خصومها، شرعت بإجراء تغييرات واسعة في قوام القوات “الحكومية” المتمركزة هناك.
وبحسب المصادر، أقدمت فصائل الانتقالي على إقالة قائد اللواء 123 مشاة، العميد ركن أحمد الوليدي، المنتمي لمحافظة أبين، كما عينت قائد لواء جديد في مديرية حات، في خطوة تعكس إعادة توزيع النفوذ داخل المحافظة.
وأضافت المصادر أن هذه الفصائل قامت بدمج عناصر من محافظتي الضالع ويافع ضمن قوام ما يُعرف بـ“محور الغيظة”، الذي كان قد أعلن في وقت سابق ولاءه للمجلس الانتقالي.
وأكدت المصادر ذاتها أن ضباطًا وجنودًا ينتمون للمحافظات الشمالية أُجبروا على مغادرة المهرة دون أي تجهيزات أو ممتلكات عسكرية، في مؤشر على تصفية الوجود غير الموالي للمجلس داخل المؤسسات العسكرية.
ورغم الدفع السابق بألوية جديدة إلى المحافظة، فإن توجه المجلس الانتقالي نحو دمج قواته مع الوحدات المحلية القائمة يُعد، وفق مراقبين، مؤشرًا واضحًا على بدء ترتيبات مغادرة منظمة، بدل انسحاب مفاجئ أو صدام مباشر.
– تحليل:
تعكس هذه الخطوات أن المجلس الانتقالي لا يتحرك في المهرة بوصفه قوة طارئة، بل كطرف يسعى لإعادة هندسة المشهد الأمني قبل الانسحاب، بما يضمن بقاء نفوذه عبر قوى محلية موالية له.
فعمليات الإقالة والدمج والإقصاء القسري تكشف محاولة فرض واقع جديد طويل الأمد، حتى في حال الانسحاب الشكلي.
كما توضح هذه التطورات أن الصراع في المهرة لم يعد مرتبطًا فقط بالانتشار العسكري، بل بتحكم هادئ في مفاصل القرار الأمني، ما يهدد مستقبل الاستقرار في المحافظة ويؤكد أن الانسحاب المرتقب قد يكون تكتيكيًا أكثر منه تحوّلًا حقيقيًا في موازين القوى.